إفطار نباتي، مليء بالمحبة والرحمة

لا يبدو أن شهر رمضان المبارك يودّ وداعنا دون إفطار فريد من نوعه في لبنان، وربما العالم أجمع، إفطار نباتي مئة بالمئة، خالٍ من مشتقات اللحوم والحليب، لكن مليء بالمحبة والرحمة

"لا أصدق أن كل هذا الطعام المقدم هو خالٍ من اللحوم ولذيذ جداً في الوقت ذاته"، تقول سيدة جلست مع صديقتين لها في الباحة الخارجية لمركز النباتيين اللبنانيين في سن الفيل، لبنان. هذه هي المرة الأولى التي تزور المركز بعد أن دعتها صديقتها لهذه التجربة الفريدة من نوعها.

الإفطار النباتي تم تقديمه للعام الثاني على التوالي في نادي النباتيين، وهو مركز ومطعم يقدم وجبات نباتية متنوعة على مدار العام بالإضافة للمحاضرات وحملات التوعية داخل وخارج المقر حول أهمية اعتماد غذاء نباتي لصحة أفضل وبيئة مستدامة...

شارك عدد كبير من النباتيين والنباتييات في هذا الحدث الفريد من نوعه بالإضافة لعدد غير قليل من الأشخاص الغير نباتيين وكان ذلك مناسبة للتعرف على هذا النظام، الذي يُعتبر صحي جداً وبخاصة مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من الاعتماد الكلي على اللحوم لما في ذلك من مخاطر صحية وبيئية، فاستمتع الجميع بالأطباق النباتية بعد محاضرة سريعة وعرض فيلم وثائقي وشرح من قبل السيد جورج الحايك، مالك مستشفى الحايك، أول مستشفى يعتمد النظام النباتي مع مرضاه.

الإسلام والرحمة 

الدين الإسلامي من الأديان السماوية التي تدعو للرحمة والرفق بالحيوان، وذلك يكون بإطعامه وتقديم الماء له، فالحيوان من المخلوقات التي تشارك البيئة التي نعيش فيها، وبالتالي عندما يمرض الحيوان قد يعرض ذلك حياة البشر للخطر وينقل الأمراض إليهم.

من بين توجيهات الرسول الكريمة حول الرفق بالحيوان ما جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض."

كان لقاء إذاً مليء بالمحبة تحت شعار الرحمة والتعاطف، على أمل أن يبقى كذلك على مدار العام في النفوس والتصرفات بعيداً عن العنف وأقرب إلى الطبيعة.