· 

بين عذاب الفقر وعذاب الضمير وعذاب الاخرة


كل الأحاديث عن عذابات الشعوب في العالم اختصرت على ما عاينت في عذابات شعب لبنان ! واذا كان قد كتب للعديد من شعوب الارض ان تعيش حياتها بكل بساطة ورفاهية ،  الا ان شعب لبنان كتب له ان يقاسي عذابات لا تحتمل ، وهنا السؤال : هل فُرض على الانسان أن يعاني كل هذه العذابات الارضية من أجل أن ينعم بالجنة ؟ واذا كان قلبي يتعاطف مع بعض رجال الدين في تبني هذا الكلام ، لكن عقلي يرفضه ويقول لا ، فنعيم الآخرة أمام عذابات الأرض لا تستهويني.

قرأت في كتب التاريخ أن "يوسف" قد أنقذ شعبه في مصر والبلدان المجاورة من المجاعة والعذاب البشري ولم يعذبهم ، كذلك فعل يسوع المسيح الذي افتدى البشرية بالصليب ،وأنقذها من العذاب الأبدي ، واجرى مصالحة بين البشرية والآب السماوي ، وأعاد لها مجدها الاول وأدخلها الفردوس ، وقد تعذب هو ، ومنع العذاب الارضي عن البشر .ولان هذا العذاب بات لا يطاق ، فأن أنتظار الموت عند بعض اللبنانين بات أصعب من الموت نفسه،  وباتوا يتمنون لو يأتي الموت ، لانه بالتأكيد فيه راحة لهم ربما اكثر من العذاب الارضي والبشري حسب اعتقادهم .


تعرفوا معنا على فوائد تعلم البرمجة هنا


ولا يختلف إثنان أن عذابات شعب ‬⁩لبنان سببها موقعه الجغرافي وطمع القريب والبعيد فيه، وبالتأكيد ضعف ارادة وشخصية القيمين عليه وولاؤهم للخارج ، واذا كان لعذاب الفقر رب يرحم هذا الشعب، فهل من يخبرني عن عذاب ضمير هؤلاء الحكام الذين تسلطوا على رقاب البشر بحكم القانون ؟  الا يخاف هؤلاء برأيكم المثول أمام الله يوماً ما  ؟ مع قناعتي أن معظمهم  لا يعرف الله ، واذا كنا نعيش على أمل معجزة بقيامة لبنان وخلاصه من عذابات الجلجلة ،وانتصار رسالته بالحياة ، لانه أرض مقدسة ومنبت للقديسين ، فأنه كفى ما تحمله هذا الشعب الذي تعمّد بآلام المسيح وحمل صليبه !  ونسأل الله الخلاص من هذه الطغمة الحاكمة في لبنان التي أغرقت البلاد في الحضيض على أمل ان نحظى بفرصة استعادة الوطن في وقت قريب.

نقولا ابو فيصل ✍️