· 

هل سنشهد "نهاية" كوفيد؟

من بريطانيا إلى الولايات المتحدة مروراً بمصر وجنوب أفريقيا خبراء يجيبون


كوفيد 19 - بدأنا نرى منذ الآن إشارات إلى أنه أصبح أقل فتكًا في حين أصبحت أجسامنا أكثر مقاومة له وذلك بفضل اللقاحات التي باتت متوفرة على نطاق واسع، لكن هل سيشهد هذا العام "نهاية" كوفيد ١٩ بشكله الحالي ويتحول إلى فيروس متوطن؟


يُعد أي مرض "متوطنا"، في نظر علماء الفيروسات الذين يدرسون معدلات انتشار الأمراض، عندما تتسم مستويات الإصابة به بقدر من الثبات ما يسمح بالتنبؤ بمسارها المستقبلي. 


يقول بعض الخبراء إن الانتشار السريع لمتحور "أوميكرون"، على الرغم من كونه خطيرا بالتأكيد، يمكن أن يشبع عددا كافيا من الأشخاص بـ"المناعة الطبيعية" للمساعدة في توجيه جائحة كوفيد إلى مرحلة "التوطن" التي تكون أقل خطورة من المرحلة الوبائية.


شهدت بريطانيا وفاة 150 ألف شخص نتيجة المعدلات المرتفعة لانتشار الفيروس. لكن ذلك خلّف تركة من الحماية لدى الأجهزة المناعية. وبينما من المحتم أن تتراجع درجة المناعة مع مرور الوقت، لكن من المرجح أن هذه الإصابة لن تسبب مرضا شديداً.


من هذا المنطلق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون رفع الجزء الأكبر من القيود المفروضة لمكافحة المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا في بريطانيا، والنية في وقف حجر المصابين في مارس/آذار المقبل.


بينما رأى وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أنه يتعين على بريطانيا تعلم كيفية التعايش مع مرض كوفيد-19 إذ أنه قد يبقى للأبد، مشيرًا إلى أن بريطانيا تتقدم على دول أخرى مع رفع الحكومة لقيود إحتواء الفيروس. 

يقول البروفيسور جوليان هيسكوكس، رئيس قسم العدوى والصحة العالمية في جامعة ليفربول "نحن على وشك الوصول، إنها الآن بداية النهاية، على الأقل في بريطانيا.. أعتقد أن الحياة في عام 2022 ستعود تقريبا إلى ما كانت عليه قبل الوباء".

من جهتها الدكتورة إليزابيتا غروبيلي، عالمة الفيروسات في جامعة سانت جورج لندن،  تقول أن "الفيروس كُتب عليه التوطن". وتضيف "أنا متفائلة جداً... سنكون قريبا في موقف نسلم فيه بأن الفيروس سيواصل الانتشار وأن الجميع قد يصابون به، لكن بينما نعتني بالأشخاص المعرضين للخطر جراء الإصابة، سيكون الشخص العادي على ما يرام رغم الإصابة".

على الجانب الثاني من المحيط أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه كان على الولايات المتحدة بذل مزيد من الجهد في وقت سابق لزيادة فحوص الكشف عن كوفيد-19، وتعهد بعدم العودة إلى عمليات الإغلاق قائلا إن متحور أوميكرون لا يدعو للذعر.

وقال كبير خبراء الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، إنه لا يزال من السابق لأوانه التنبؤ بما إذا كان الانتشار السريع لمتغير فيروس كورونا الجديد أوميكرون سيساعد في تحويل الفيروس إلى مرض متوطن يمكن التحكم فيه.

ونقلت شبكة "سي إن إن" CNN الأميركية، عن فاوتشي، وهو مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية، قوله خلال مناقشة أجندة منتدى "دافوس" : "أوميكرون قد يمثل نهاية لمرحلة وباء (كورونا)، ولكن هذا سيحدث فقط في حال عدم ظهور متحور آخر قادر على التهرب من الاستجابة المناعية، التي كوّنها الجسم ضد المتحور السابق".

هذا وقال إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة في مصر، خلال مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن": "المفيد لنا في هذا الخبر، هو أن معدلات الشفاء ارتفعت بسبب دخول أدوية جديدة، ومتحور أوميكرون سيحل محل باقي المتحورات، وسيكون هو المتحور السائد، وأعتقد أننا هذا العام سنشهد تحييد الجائحة، وسوف يتحول كورونا إلى مرض موسمي عادي".


أخيراً، كشفت دراسة جديدة أن متغير أوميكرون قد يقلل من خطورة فيروس كورونا المستقبلي، وقال الباحثون في جنوب إفريقيا إن الموجة القوية من عدوى الفيروس التاجي مدفوعة بمتغير أوميكرون يمكن أن تسرع في نهاية الاضطرابات الوبائية حيث يبدو أنها تسبب مرضًا أقل خطورة وتوفر الحماية ضد متغير دلتا، بحسب موقع "بلومبرج".

هذا ويرى الملياردير الأمريكي بيل غيتس الضوء في نهاية النفق المظلم. وكتب غيتس في رد على جلسة أسئلة عبر "تويتر" مع ديفي سريدهار، رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة، إنه بمجرد انحسار الطفرة الحالية للإصابات، يمكن للدول أن تتوقع ظهور "حالات أقل بكثير" حتى نهاية عام 2022.

مع انتظار انتهاء الفيروس بشكله الخطير من المهم المحافظة على الإجراءات الوقائية وتلقي اللقاح المتوفر وعدم التردد باستشارة الطبيب المختص.

Write a comment

Comments: 0