· 

في إهدن، على خطى البطريرك الطوباوي الدويهي

 

وقفت السيدة روزيت الدويهي كرم أمام تمثال البطريرك اسطفان الدويهي، الذي يقع بالقرب من منزلها، وشرحت بكل ثقة كيف تمت عملية شفائها على يد البطريرك الدويهي عندما اجتمعت وعدد من أفراد الأخوية التي تنتمي إليها وطلبنّ شفاعة الدويهي ليعطيها الصحة ويشفيها من مرض خطير جعلها معدومة الحركة. تقول روزيت بفرح كبير أنها وبعد تناول حفنة من التراب من الحديقة الصغيرة قرب التمثال، شعرت بنار كبيرة تجتاح جسمها لكن مكّنتها من الحركة لدرجة أنها سارت على قدميها مسافة ١٥٠٠ متر نحو منزل شقيقتها التي تفاجأت كثيراً، لكن روزيت عرفت أنها شهدت أعجوبة. ولهذه الأعجوبة الفضل في نقل البطريرك من درجة التكريم إلى درجة الطوباوية، وذلك بشهادة أطباء أقرّوا بشفاء السيدة بعد أعجوبة.

 

وكان قد وافق البابا فرنسيس على مراسيم صادرة عن مجمع دعاوى القديسين تتعلق بتطويب البطريرك إسطفان الدويهي الإهدني، وبالتالي سيتم إعلان تطويبه رسميًا يوم ٢ آب ٢٠٢٤، وهو يوم ذكرى ميلاده في العام ١٦٣٠، في قداس احتفالي في بكركي.

 

من جهته أكد النائب البطريركي على رعية اهدن - زغرتا، المطران جوزيف نفاع، أن "الذي نعيشه اليوم هو فريد من نوعه، وهو حصيلة ٨ سنوات من البحث المتواصل، وصولا إلى مرحلة إعلان التطويب".

 

نظمت رعية اهدن زغرتا ومؤسسة البطريرك الدويهي، بالتعاون مع شبكة زغرتا الإعلامية، رحلة على خطى البطريرك الطوباوي اسطفان الدويهي في اهدن، تحت عنوان حضورك بإهدن نعمه وبركة

 

وأضاف: "لقد كانت عملية البحث عن رفاة البطريرك الدويهي شاقة ومعقدة، إلا أننا وبإيماننا استطعنا تحديد رفاته التي أصبحت الآن موجودة في مدفن خاص داخل كنيسة مار جرجس في اهدن". 

 

من جهتها، تحدثت الدكتورة ندى الياس عن البحث عن الرفاة: "في ربيع ٢٠١٨ تم إطلاق البحث عن رفاة البطريرك الدويهي في مدفن القديسة مارينا (وادي قنوبين). وشملت الترتيبات الأثرية التي جرت في مدفن القديسة مارينا، حيث وجدت كومة عظام من دون اي ترابط مفصلي، تم نقلها جميعا إلى الكرسي البطريركي في الديمان ومن هناك وفي مختبر خاص أُنشء لهذه الغاية بدأت مرحلة تجميع الجثامين عبر فحص الحمض النووي لأربع واربعين شخصاً. واستطعنا الوصول إلى ٣٨ شخصاً كاملا، من بينهم رفاة البطريرك الدويهي". 

 

أما البروفيسور بيار الزلوع الذي ساعد بالعمل على تحديد الحمض النووي من أجل التعرف على رفاة البطريرك وذلك عبر سحب عينات من مئات الأشخاص حتى الحصول على العينة المطابقة بنسخة تخطت ال ٩٠%، وعن صعوبة المهمة، قال: "لقد كان مشهد العظام المتراكمة فوق بعضها البعض مريباً جداً، ولكن مع وجود الإيمان لا شيء صعب، وتمكنا بعد عمل دؤوب من التوصل لتحديد جثمان البطريرك الدويهي".

 

البطريرك الدويهي 

 

يُعتبر البطريرك الدويهي من أبرز المؤرخين اللبنانيين في القرن 17، ولُقب «أبو التاريخ الماروني»، «عامود الكنيسة المارونيّة»، «ذهبيّ الفم الثاني»، «عظيم الأمة المارونيّة»، و«مجد لبنان والموارنة»، وتوفي في العام ١٧٠٤ ويُعتبر البطريرك السابع والخمسون للكنيسة المارونية.

 

بعد أن تلقى تعليمه في روما، حيث كان يُلقب بالإهدني نسبةً لبلدته إهدن، عاد إلى مسقط رأسه ومارس التعليم وتابع دراسته بشكل مكثف حتى خسر نظره، وتقول بعض الحكايات أنه طلب من السيدة العذراء أن تعينه على العمل الرعوي فعاد اليه نظره بشكل فوري.

 

على خطى البطريرك

 

في كل مكان في إهدن أثر للبطريرك الدويهي، من كنيسة مار ماما الأثرية في وسط البلدة حيث تعمد، إلى دير مار سركيس ودير مار يعقوب وكنيسة القديسة مورا حيث طلب من مجموعة من الرهبان من حلب العمل وأسسوا بالتالي رهبانيات مارونية في لبنان وسوريا...

 

يقول طالب الدعوى الأب بولس القزي: "نريدُ أنْ يعرِفَ العالم كله أنَّ لبنان لا يُصدِّرُ حروبًا بل سلامًا، فلبنانُ أرضُ قداسة ومحبّةٍ وسلامٍ وفرح، ورائحة البخور المنبعثة من وادي القدّيسين ومن كنائِسِهِ أقوى من رائحة البارود وحرارةُ قداسته أقوى من حرارة نيران الحرب، وشعبيّة قديسيه ومحبّوهم أوسع بكثير من شعبيّة وجمهور أي قائد وزعيم".

 

وكان الأب القزي حصل على توقيع البطريرك الراعي على صورة البطريرك الدويهي، وهي الصورة الرسمية التي ستُعتمد في التطويب.

 

تمثال للبطريرك الدويهي في بلدته إهدن، لبنان
تمثال للبطريرك الدويهي في بلدته إهدن، لبنان