· 

بين عجز البلديات، والكلاب الشاردة في لبنان

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6

نصت المادة 12 من قانون الرفق بالحيوان رقم 47/ الصادر في العام 2017 بخصوص الحيوانات الشاردة على ما يلي : "مع مراعاة أحكام هذا القانون، ولا سيما المادة 4 منه، تضع وزارة الزراعة التوجهات العامة للتعامل مع الحيوانات الشاردة، بما في ذلك الوسائل المقبولة لتحديد النسل وللقبض عليها ومراقبة داء الكلب ووجوب إمهال أصحابها مدة زمنية معقولة لاستعادتها ومعايير الايواء واجراءات مكافحة الأمراض ،وتضع البلديات خطة للتعامل مع الحيوانات الشاردة بناءً على توجهات وزارة الزراعة وتعمل على تنفيذها مباشرة أو بالتعاقد"وفي ظل غياب البلديات أو تقصيرها في تنفيذ احكام هذا القانون ولا سيما حماية الإنسان والحيوان، نسأل البلديات المعنية التعامل مع موضوع الكلاب الشاردة ضمن نطاقها البلدي بجدية اكثر لجهة خصي الكلاب وتلقيحها وتأمين مأوى لها 


ظاهرة الكلاب الشاردة واضحة للعيان وبكثرة ومزعجة ، وخاصة في القرى والمدن اللبنانية وبحسب الاحصاءات الاولية تجاوز عددها السبعين الف كلب تخلى أصحابها عنها بسبب الضائقة الاقتصادية في لبنان ، وخاصة لجهة إطعامها أو تأمين اللقاحات لها ، ذلك لان الكلفة الاكبر لدى العيادات البيطرية هي كلفة العمليات الجراحية ومستلزماتها ، اضافة لكلفة اللقاحات التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير ، وهناك المزارع التي تجري فيها عمليات تزاوج الكلاب لانجاب المزيد من الكلاب لينتهي مصيرها شاردة في الشوارع ! كذلك هناك  حلبات قتال الكلاب التي لا تخضع لاي رقابة  حيث يتم فيها تحويل الكلاب المسالمة الى شرسة في جو من الرهانات! كذلك هناك محلات PetShops التي لا تستوفي الشروط القانونية بمعظمها وفيها يتم انجاب كلاب للبيع . وهكذا تحولت مسألة الكلاب الشاردة إلى مصدر خطر على المواطنين 


‎وفي الاونة الاخيرة بات حديث وسائل الإعلام اللبنانية عن الكلاب الشاردة وخطر وجودها بهذه الاعداد في الشوارع دون لقاحات او مراقبة من البلديات وبين جمعيات تعنى بحقوق الكلاب وسلامة الاطفال في الطرقات ، ومع عودة الحديث عن كثرة الحوادث التي تحصل بسبب الكلاب السائبة ومقتل عدد من الاطفال من ورائها وكان آخرهم طفلاً في مخيم الرشيدية في صور ، فأنه يقتضي البحث عن حلول لكيفية التعامل مع الكلاب والحيوانات الشاردة ، وحسناً فعلت وزارة الزراعة بالدعوة الى لقاء منتصف هذا الأسبوع لبحث الحلول الممكنة لهذه الظاهرة ، مع تأكيدنا أن معظم البلديات يمكنها معالجة هذه الظاهرة بالتعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان بدءاً من تأمين لقاحات لهذه الكلاب المسكينة ، وصولاً الى إيجاد أماكن لها لإيوائها ورفض فكرة تسميمها او قتلها والبحث عن حلول إنسانية 

‎ نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0