تبدو عاليه هادئة هذا الصباح. أخبار العالم توقفت للحظة على شرفات واسعة تطل على القرميد الأحمر الذي يغطي بيوتها ويجعلها مطلة على أجمل منظر.
انها بلاكين عاليه، Les Balcons D'Aley, Belvédère، كما تسميها الدولة اللبنانية ضمن مصنفاتها السياحية حسب الأستاذ وجدي مراد رئيس بلدية عاليه منذ أكثر من ٢٦ عام.
يشير مراد إلى طريق رئيسي كان ليربط المنطقة بالبلدات والقرى المجاورة والحد من زحمة السير وبالتالي توفير الوقت لو تم تنفيذه بالكامل، لكن "بعض المشاكل السياسية حالت دون ذلك"، يأسف رئيس البلدية ويضيف، "لو كان الأمر يعود لي لقمت بتنفيذ كل المشاريع بعيداً عن الخلافات وذلك بهدف خدمة الوطن."
حديث "الريس" جاء خلال يوم سياحي مميز لأهل الصحافة بدعوة من د. علا القنطار، رئيسة جمعية Association Avec Expat، ضمن مشروع جولة مع مغترب على عدد من المناطق اللبنانية، بدأت فب لبعا في الجنوب، ثم جولة في أرجاء المتن وصولاً إلى 'عروس المصايف' عاليه.
الجميع يحب رئيس البلدية هنا وهو بدوره يبادلهم الحب ويلقي التحية على كل من يلتقي به، ويشعر المرء بشغفه الكبير بمدينته ومسيرة التنمية فيها. فتراه يتحدث بحماس كبير عن معالمها الرئيسية والأنشطة المقامة فيها، من مهرجان الصيف الذي جمع أكثر من ٤٠ الف شخص إلى "سمبوزيوم عاليه ٢٠٠٠" الذي يضم العديد من المنحوتات الفنية لعدد كبير من الفنانين من لبنان ومن حول العالم والذين حولوا الحجر إلى أعمال مبهرة تكاد تنطق بكلام عما رأته من احتفالات ولكن أيضاً أعمال تخريبية وسرقة على مدار الأعوام.
من على تلة ٨٨٨ التي تشرف على مدينة بيروت، شرح رئيس البلدية عن سبب التسمية وهو ارتفاعها عن سطح البحر ب ٨٨٨ متر وعن ما عانته بسبب الحرب الأهلية، لكنها تحولت اليوم إلى مقصد لكل من يحب الطبيعة الهادئة والتأمل...
النشاط الأبرز في هذا اليوم السياحي كان إطلاق موسم "السياحة الشتوية" في مدينة عاليه بحضور عدد كبير من أهل المدينة وشخصيات رسمية. وفي كلمة له شدد رئيس البلدية على أهمية السياحة في عاليه، ليس فقط في فصل الصيف إنما في فصل الشتاء أيضاً وعلى مدار العام.
وبعد جولة في أرجاء السوق القديم، حرصت د. علا قنطار على إبراز شخصيات وجمعيات من عاليه تقدم خدمات وأعمال تطوعية ومنها حضانة Natalie's Kids التي تتبع أحدث الطرق التعليمية وجمعية ومستوصف "المرأة الدرزية" وهي رمز لأصالة المرأة الجبلية وكرمها وعطاءها الغير المحدود ويدها المحدودة إلى الجميع في الوطن. هذا ويُعتبر قضاء عاليه واحدة من أكثر المناطق تنوعاً دينياً في لبنان.
من معلّمي الحجر في عاليه الذين بنوا شوارعها ومنازلها، إلى مدينتها الرياضية ومشاريعها السياحية والاستثمارية، تتطلع عاليه للترحيب بجميع الضيوف في ربوعها، في الصيف كما في الشتاء على بعد حوالي ستة عشر كيلومتراً فقط من العاصمة بيروت.
Write a comment