· 

بين الاصرار والإرادة والعناد… والحالة اللبنانية

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5


 بين الاصرار والعناد، وجدت أن الاصرار ينبع من الارادة القوية ، أما العناد فأنه يأتي من إنعدامها ، وربما تعلمت أن أكون"فجاً وقاسياً"في بعض الاحيان ، وصاحب ارادة قوية لا أحتاج لحوافز لانني أحفز نفسي بنفسي في أحيان أخرى، كما عرفت كيف أتجاوز الاحزان والتأقلم مع الأوضاع الصعبة ومواصلة مسيرة حياتي رغم فقداني الشغف في بعض الاحيان ،كما تعلمت ان لا احلام في حياتي بل هناك اهداف أسعى لتحقيقها حتى لو كنت مسلوب الطاقة والإرادة، وتعلمت أن أقاوم ضعفي وأضحك رغم حاجتي للبكاء، وحين يتطلب الأمر مني مواساة بعض الاصدقاء او من يضعهم القدر في طريقي فأنني اكون صريحاً معهم لأنني لا أستطيع أن أقول لهم ستمضي وأنا أعلم أنها لن تمضي قبل أن تأخذ شيئاً من ارواحهم!


عشت طفولتي في بيئة سلبية في قرية تقتل الطموح ، وتقضي على كل الاحلام الجميلة التي كان يتمناها شباب الثمانينات والتسعينيات ، ولا زلت أذكر تلك السنوات ولا أنسى المعاناة وأحاول التخلص منها والفرار من ماضٍ بائس وجانب مظلم من حياتي ،لكن بالايمان المسيحي وبالوعي والنضج ولدت لدّي القوة والارادة للتغيير وان كانت البدايات صعبة ، إنما قوة الإرادة والعناد وحب العمل كانت اقوى ، ونصيحتي للجميع الانسحاب حالاً ودون تفكير وتردد من أي بيئة سلبية فيها عناد وحسد وجدل وخلافات، فالخلافات تفسد المزاج وتؤجج الغضب.


فتشت في طفولتي عن النجاحات ووجدتها مليئة بانتصارات صَّغيرة لم انتظر تهنئة عليها من أحد ، وربما لم يشعر بها أحد، من تقبل الواقع وتجاوز الازمات ،تقبل الغير وتفهم اوضاعهم وظروفهم ، كل هذه الأمور اوقدت في داخلي روح المقاومة وحب الحياة ، هذه المكاسب وإن لم يهنئني عليها احد لكنها كانت سداً منيعاً لي للصمود بوجه من ينشرون السلبية من حولي ، وقد يكون اختفاء الاصرار  والإرادة عند بعض الناس يعود لأن البؤس صار موضة !! وهل من المفروض اضافة مادة جديدة الى قانون العقوبات اللبناني وتضمينه عقوبة على من ينشر "الطاقة السلبية".

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0