· 

توفيق يوسف عواد … الدبلوماسي الاديب

توفيق يوسف عواد
توفيق يوسف عواد


ولد توفيق يوسف عواد في العام 1911 في بحرصاف في جبل لبنان , درس في دير مار يوسف تحت السنديانة ، ثم انتقل الى مدرسة سيدة المعونات في ساقية المسك فمدرسة سيدة النجاة في بكفيا، وكان ميالاً الى الأدب وكان يقضي الليالي في قراءة الكتب العربية والفرنسية , كَتب في جريدة البرق لصاحبها الاخطل الصغير وفي جريدة البيان لبطرس البستاني، وفي جريدة الراية  ليوسف السودا ، وفي جريدة النهار لجبران التويني. أول مقالة ظهرت له بعنوان "أخي الذي مات" في مجلة العرائس لصاحبها عبد الله حشيمه، الذي شجعه على الكتابة، كذلك فعل الأب روفائيل نخلة اليسوعي، وأول عمل مرموق دشن به حياته الأدبية كان محاضرة عن الزجل اللبناني ألقاها في العام 1929 في جمعية مار مارون الخيرية. وتولى خلال ثماني سنوات سكرتيرية التحرير في جريدة النهار، منذ تأسيسها على يد جبران تويني وكتب فيها زاوية بعنوان «نهاريات» تحت اسم مستعار هو "حمّاد" . وأثناء عمله في النهار، تابع دراسة الحقوق في الجامعة السورية، استكمالاً لثقافته العامة، فكان يقصد دمشق يومين أو ثلاثة في الأسبوع حتى نال اجازة الحقوق في العام 1934.


في بداية عهد الاستقلال التحق توفيق يوسف عواد بالسلك الدبلوماسي فعيّن قنصلاً للبنان في بوينس ايرس ، ثم عيّن مستشاراً لسفارة لبنان في طهران ، ثم قائماً بالأعمال في مدريد ،  ثم سفيرًا للبنان في القاهرة ، وبعدها خدم لبنان سفيراً في طوكيو وختاماً سفيراً في ايطاليا . من مؤلفاته: الصبي الأعرج، قميص الصوف، الرغيف، العذارى، قصص، السائح والترجمان، وطواحين بيروت.  قرأ توفيق يوسف عواد كثيراً من الكتب في مقتبل عمره، ثم انقطع عن القراءة إلا لماماً خلال الخمس والعشرين سنة التي تلت تلك المرحلة، على أن هناك كتباً معدودة على الأصابع كان يعود إليها، ومنها التوراة، والقرآن، وروائع الأدب العالمي لشكسبير وموليير ودستويوفسكي ومونتريامون. كما حضر في مختلف عواصم العالم مسرحيات كثيرة، لم يعرف عواد ما هو تحديد المدرسة الرمزية، ولا تهمه المدارس الأدبية مهما تنوعت وتلبست من أسماء ونعوت. أما حديث الحب في كتاباته فمليء بالرموز وكذلك سائر الأحاديث ، فالأدب بل الفنون لديه ليست في حقيقتها إلا تعبيراً بالرموز، سواء أكان حرفاً، أم صوتاً، أم لحناً .


ساهم توفيق يوسف عواد في الحركة الأدبية التي قامت في الثلاثينات عبر مقالات دورية ، وقصائد وقصص ، ثم نشر قصته " الصبي الأعرج" وسلسلة منشورات "المكشوف" وأتبعها بقصة: "قميص الصوف"  وبعدها رائعته "الرغيف" وكرسه النقاد العرب والمستشرقون أثر ذلك رائداً لهذا النوع الأدبي، ودخلت كتبه هذه في برامج الدراسة وأصبحت مادة تثقيفية للناشئة ، وخلال تنقله في مناصب دبلوماسية كثيرة انقطع عن التأليف إلا أنه عاد في العام 1962 إلى عطاءاته الأدبية بإصداره حوارية "السائح والترجمان" التي نالت جائزة "أصدقاء الكتاب" لأحسن مسرحية ، ثم كتب بعدها سلسلة خواطر يومية في جريدة "الحياة" بعنوان قهوة" "عبيده"، وكتب في العام 1969 روايته "طواحين بيروت"، وديوانه "قوافل الزمان"الى أن استشهد في العام 1989 في منزله بقذيفة كانت تستهدف منزل السفير الاسباني في بيروت . توفيق يوسف عواد متزوج من السيدة أورطنس خديج وله منها أربعة ابناء هم: ربيع، سامية، هاني، وجومانا.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0