شدت رحالها وانطلقت فوق جناحي هواه في رحلتها ولم تنس أن تملأ خزان وقودها من صدى صوته الذي يردد في خلاياها وخباياها "أنتظرك." حطت رحالها بين عينيه تحسست ترددات صوته الرصين... مررت يدها على كتفه والتقت بشعره الطويل المنسدل على كتفيه... بحثت طويلا بين كفيه ... إلا أنها لم تتلمس نار...
ثم إنها لتراه بين سحاب وقمر .. يتلألأ كالسراب بعد الظمأ.. قلب تلظى واحترق وانبعث سحابات غيم وشجن. لم تكن لتسمح له بالذهاب لكنه رحل .. دون موعد أفل واندثر .. ضلت تحادثه طوال السمر التقطت وميضه وارتقت إليه بعد طول عذاب وسهر رتقت جرحا منبلجا بنزف قديم بحثت عنه بين سحاب وقمر التقته في...
ما هو شعورك حين تجد فكرتك التي إبتكرتها منسوبة إلى غيرك، أو أن تجد مقالاً تعبت في كتابته لساعات منسوباً الى شخص آخر ، أو حين تكتشف أن فكرتك التي عملت عليها طويلاً أتى "أبن الحلال" ليقلّدها ويشد الإنتباه إليه .نعم هذا شعور لا يُحسد عليه صاحبه حين يجد تعبه مسروقاً ، وهذه المشكلة...
كان بوحاََ يحمل بين مُستنداته عمراََ مُطعٌَماََ بألمٍ المواقف. كان شغفها به ينبش أشلاء ذاكرة الوجع بإصرارِِ ممزوجِِ بِوهنِِ لا بوهم ببساطة رحل .. بثلاثةِ حروفِِ ونقطة أنهى سيرة ومسيرة وترجل عن الكلام واستدار ومضى. وانتكبت هي.. النكبة هي أن تترُك َمكاناََ وأنت ما زلتَ فيه....
كان حِواراََ غامضاََ بين كيانها وكينونتها، لم تستطع أن تعقِلَ كل معانيه ولم تُيقِن أنه بداية رحلة العودة إلى الذات. كانت تتصبَّبُ ولعاََ وهو يتصيدها ويصطادها ويتنشقها في رواحها ومجيئها وذهابها وخروجها ودخولها وكلِّ سَكَناتها.. وأدركت أنه لا مفر من قبضته على كل مفاتيحها،...
كلما ارتفع الوعي والإدراك زادت الحكمة وارتقى العقل في مستويات التفكير وسار في دروب الفلاسفة. في زمن التعقيدات تتكاثف فسيفساء المشكلات وتتسامى في صياغة للحلول لتصبح دخان من فوقه دخان من فوقه سحاب من فوقه نور. كل الدروب ستصل حتما إلى نهايات الا الطريق الى الخير سيفيض من نور...
جاء في الكتاب المقدس " كل الكتاب هو مُوحى به من الله" (2تي 16:3) وهذا التعبير هو يوناني الاصل "ثيوبنوستوس" ويعني الذي يتنفس من الله، ومنها "ثيوبنوستيا" الوحي الالهي أو أنفاس الله ، فالكتاب المقدس هو نسمة من الله نفخها في قلوب الكتَّاب، لذلك يدعو الآباء القديسون الانجيل بأنفاس...
للآلام طعم مختلف ألم الفراق وألم الولع وألم الوهن وألم الخسارة .. للألم المتربص عندما يأتيك من الرفيق والشريك طعم مختلف .. إلا أن آلام المخاض لها طعم غريب..لا وصف له .. آلام المخاض تثمر عن حياة جديدة تنتزع الروح من جسد إلى جسد ... لتستمر آلام كل منهما في جسد جديد نحن نستسيغ المرارة...
ولد توفيق يوسف عواد في العام 1911 في بحرصاف في جبل لبنان , درس في دير مار يوسف تحت السنديانة ، ثم انتقل الى مدرسة سيدة المعونات في ساقية المسك فمدرسة سيدة النجاة في بكفيا، وكان ميالاً الى الأدب وكان يقضي الليالي في قراءة الكتب العربية والفرنسية , كَتب في جريدة البرق لصاحبها...
في اليوم الرابع من آب ٢٠٢٠ كنا نتأبط شرا وننتظر خوفا ونترقب ولادة قيصرية لحكم محكمة دولية ...... فإذا هي نهاية مرفأ وانهيار قيم وبداية قصص مؤلمة في مضمونها محزنة في مكنونها.. ووجع... في كل أركانه انهيار .. يتلوه انهيار.. يتلوه انهيارات. كما في كل حبة تساقطت من قلادة وانتشرت على أرض...