· 

مطاعم نورا … تحدي وانجاز وشهرة


في العام 1980 كان الاخوان نادر وجان بول بو أنطون يعملان لحساب عمَهما صاحب فندق بولونيا في المتن -لبنان لكن اندلاع الحرب اللبنانية دفعت بالاخوين بو أنطون للهجرة الى فرنسا , ولم يتوقع احدٌ يومها أن فكرة انشاء مطعم لبناني صغير في أحد الأحياء الفرنسية سوف يكتب لها النجاح ليصبح اسم "مطاعم نورا " لامعاً في عالم الضيافة ، وجاءت الفكرة بعد أن تزايد عدد ابناء الجالية اللبنانية في باريس بسرعة قياسية ، ولم تكن توجد حينها هناك مطاعم لبنانية تلبي طلبات اللبنانيين ، وكانت البداية متواضعة جداً حيث ان الفكرة من انشاء هذا المطعم الذي كان يتسع لثلاثين كرسياً ، هي تأمين نوعية طعام عالية الجودة في أجواء عائلية هادئة ومريحة ، ولم تقتصر زبائن المطعم على اللبنانيين والعرب بل كان يقصده الفرنسيون والاجانب ، وخلال خمسة سنوات من العمل المتواصل ارتفع اسم "نورا"عالياً ، وكان افتتاح مطعم جديد في باريس بقدرة استيعابية لمائة وعشر كراسٍ .


في العام 2000 وعند افتتاح الفرع الأول لسلسلة مطاعم نورا  في لندن اضطر نادر ابو انطوان أن يفكر للحظة فيما إذا كان قد اتخذ القرار الصائب في توسيع عمله لأن اسم  “نورا “ لم يكن معروفاً في لندن ، كما أن عقلية البريطانيين وتعاطيهم مع الأكل مختلفة تماماً عن الفرنسيين ، ولندن مدينة عالمية فقد تجد في أحد فروع المطعم 15 جنسية في اليوم الواحد ، وهذا ما لا تجده في باريس حيث غالبية الزبائن هم من الفرنسيين ، وتتميز سلسلة مطاعم "نورا " بتقديم الحلويات اللبنانية مثل الأرز بالحليب يضاف اليه عصير زهر الليمون وتفوح منه رائحة ماء الورد وتزينه طبقة من القشطة التي تصنع في المطعم ، وتقوم ادارة مطاعم نورا بتطوير لائحة الطعام باستمرار ، حيث يسافر الطهاة  الى لبنان بشكل مستمر لتذوق الأطباق التي أصبحت شبه مفقودة ويقومون بتطويرها مع استبدال الثوم بالحر في العديد من  الوصفات لقبولها من المستهلك الاجنبي ، ويتم التركيز على الصلصات الجديدة ، على ان غالبية الطهاة في مطاعم نورا هم من الجنسيات العربية واللبنانية بالتحديد.


إن سر نجاح أي مؤسسة أو شركة في العالم هو العمل الدؤوب والمثابرة والمتابعة عن قرب للحفاظ على النجاح ولهذا فأنك ترى السيد بو انطون  يهتم بأدق التفاصيل ، يدخل مطعمه باستمرار ، وهو على اتصال دائم مع الموظفين ، ويقوم بتقسيم الوقت يومياً بين المطبخ والمكتب والصالة ، وهذا النمط من العمل حافظت عليه عائلة بو أنطون على مدى ثلاثة عقود من دون كلل ولا تعب ، وعن بداية مطعمه في باريس يقول نادر بو أنطون : لم يكن مشوار نجاح " مطاعم نورا"كله وروداً  إنما كان محفوفا بالأشواك فتوسيع الحلم ليطال لندن نزولا عند رغبة العديد من الزبائن الباريسيين والعرب الذين يملكون عقارات في لندن ويسكنون فيها لم  يكن بالامر السهل.(في الصورة صاحب مطاعم “نورا “ غانم بو انطون مكرماً من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي)

بحث نقولا ابو فيصل ✍️