· 

بين سقوط النظام اللبناني… وحياة شعب


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب “


‎يقول متى الرسول "وَلاَ تدخلنا فِي تجربة، لكِنْ نجنا مِنَ الشرير لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ والقوة، والمجد إِلَى الأَبَدِ آمِينَ" (متى 6: 13). إن السقوط هو الدخول في التجربة والحياة تحتاجها وهو ليس إنهزاماً لأن إيمان الشعب بديمومة الاوطان تدهس في طريقها المنهزمين ، وشعب لبنان خلق منذ التكوين مقاوماً ،اسألوا موارنة وادي قنوبين! وكلنا ثقة أن الله سوف يساعدنا لتجاوز هذا المخاض العسير والانهيار الكبير ، فالعمر يمضي والحياة تستمر وإجتيازها سواء بنجاح أم بسقوط يعتبران دروساً للعبور الى مكان أفضل ومستقبل آمن في وطن نأمل وصوله قريبًا الى نهاية درب الجلجلة. 


‎وقد تكون هذه المعركة هي الاخيرة بين شعب لبنان وجلاديه والتي بدأت في تشرين 2019 ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا حيث نرى أن الشعب قد انهكت قواه نتيجة  الاعصار المالي والاقتصادي وهجرة العديد من ابناءه وسقوط الهيكل فوق رأس الجميع ، لكن إيمان هذا الشعب بهذه الارض جعلته يصارع رفضًا للحياة التي يعيشها وطلباً للحياة التي يستحقها ، ورغم ذلك فقد تعلم الشعب اللبناني الكثير من هذا السقوط انطلاقا ًمن أن التعثر هو بداية لتصحيح المسار والسقوط هو ولادة جديدة لوطن جديد ، وفشل النظام اللبناني هو بداية لنظام جديد .


‎ ولان الحياة يجب ان تستمر  رغم خيبة الامل الكبيرة لخسارة جنى العمر ،فلا مكان للضعفاء ولان المنسحب لا يفوز والفائز لا ينسحب ، فإن شعب لبنان سوف يستمر في الصمود حتى ينهض بلده من جديد وذلك بالاعتماد على  ثروته من الطاقات البشرية المقيمة والمنتشرة والتي سوف تنقذ الوطن من جلاديه ، عسانا أن نورث اولادنا وطنًا وليس مزرعة ، بعد ان تعلمنا ان السقوط ليس نهاية وهذا السقوط هو بداية لحياة جديدة.

‎ ✍️ نقولا ابو فيصل

Write a comment

Comments: 0