· 

بين الاغتراب الفكري والروحي والاقتصادي


ينتج الاغتراب الفكري عند الشعوب بسبب التباين في الثقافة والمعرفة ، كما ينتج من الفجوة الهائلة بين ارتقاء تفكير المرء ونضجه الشخصي وبين إنحطاط الوعي والفكر الجماعي لمجتمعه ، وهذه الظاهرة تدفع بالمرء الى تجسيد شعور الاغتراب بالميل الى العزلة والاستسلام والى تضخيم الوحدة ، ويصعب غالبًا ردم هذا الشعور بدون مساعدة اهل الاختصاص  اشارة هامة انه غالباً ما نجد ان النخبة المثقفة هي أكثر من يعيش هذه الحالة مثل الكتّاب والفلاسفة والمفكرين الذين عانوا في محيطهم القتل والتشريد والهجرة والانكفاء على الذات خاصة في المجتمعات المتخلفة. اما الاغتراب الروحي فهو ان تعيش على هامش الحياة ، وربما عزاء المغترب ان في السفر والاغتراب فوائد عظيمة رغم الآم التوحش والوحدة، وفي الاغتراب الروحي غالبًا ما تختلط العواطف مع الألم والحزن والانهيارات، وقد يكون الصمت أول أعراض متلازمة الإغتراب الروحي حين يصبح كل ما حولك لا يشبهك .. ولا تشعر بالانتماء له ، وليس ثمة ما يربطك به ! وقد توغل الاغتراب الروحي مؤخراً بعد الازمة المالية  داخل بيوت اللبنانيين وصنع الجفاء والجفاف العاطفي بين الابناء وتسبب في التفكك الاسري رغم محاولة الاهل إيجاد الانسجام الفكري والعقلي وزرع الاحترام والود بين افراد العائلة.


أفكار ذكية لتوفير الطاقة والمال 


‎ اما الاغتراب الاقتصادي فهو وبحسب تعريف كارل ماركس للرأسمالية يعزل البشر ويجردهم من إنسانيتهم ​​وهو مصدر وسبب الاغتراب ، وهو نتاج الرأسمالية التي تسببت في انعدام العدالة في توزيع الدخل بين الناس، كما انها جعلت عمل الإنسان مغرباً مستقلاً عنه، وحولته إلي شئ شاذ مشلول وملحق بالآلة، والحال هذا شبيه بما جاء كان في الوثنية إذ أن جوهر دعوة الأنبياء انذاك ليس كون الانسان يعبد الكثير من الآله بدلاً من إله واحد، بل يتمثل في أن الأوثان هي من عمل أيدي الإنسان، أنها أشياء يقوم الانسان بعبادتها والسجود لها ،بمعنى إنه يقوم يقوم بعبادة الاشياء الذي خلقها هو بذاته، وبذلك يحول ذاته الى شيء وينقل الى الاشياء التي خلقها خصائص حياته ، كما أنه بدلاً من ان يمارس ذاته كفرد خالق فانه يكون في حالة تواصل مع ذاته فقط عبر عبادة الاوثان وهنا يصبح الإنسان منخلع عن ذاته عن قوى حياته عن ثروة طاقاته. نقولا أبو فيصل