· 

بين الوزير الفرعوني وحكام لبنان والحرام


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


‎تعتبر الخيانة واحدة من أهم القضايا وأعمقها بين الشعوب مما جعل عَالم النفس “فرويد” يرد كل مصائب الانسان إليها ، وورد ذكر ذلك في كتاباته في تكرار عبارة " فتش عن المرأة" .. على أن القصة من الجانب الآخر تعرض كيف يكسب الـشـر المعركـة ولكنه مع ذلك يخسر الحرب وهذا ما حدث مع يوسف الصديق الذي خرج من السجن ليعوض عما ناله من ظلـم علـى الصورة التي أنتجت مع الزمن أمثولة وعبرة لكل من يريد أن يتعظ ويتعلم! ولعل تجربة زوجة فوطيفار بدأت من اللحظة الـتي دخل فيها يوسف بيتها ، إذ كان كما نعلم في السابعة عشرة من عمره ، جميل الطلة وجذاباً ، خفيف الظل ، سريع الحركة ، الفاظه جميلة ، مفكـراً وعـاملاً وديعـاً متواضعاً


‎كما أن يوسف الصديق كان طوال العشر سنوات التي قضاها في بيت فوطيفار أشبه بالقمر الجميل يزداد تألقاً ونوراً ويتحول من الهلال إلى البدر ، وفي المقابل كانت المرأة تراقب هذا الشاب بل كانت  تضعف يوماً بعد يوم عن مقاومة ما فيه مـن قوة رهيبة وسحر ، على أن الثاني الذي شارك في التجربة كان فوطيفار نفسه وأغلب الظن أنه قد وثق في يوسف ووجد فيه الوكيل الصالح في الحقل والبيت معاً مما جعله ينصرف إلى عمله في بيت فرعون حتى أنه لم يجد متسعاً من الوقت في بيته إلا ليأكل ويشرب وينام، وهكذا إنصرف عن زوجته والإهتمام ببيته، وترك زوجته وعقلها مرتعاً للشيطان وحيلـه


وحال بعض حكامنا لا يختلف عن حال فوطيفار وزوجة الشريرة ، حيث عمل بعضهم واجباته بشكل جيد تجاه الوطن في حين قام البعض الاخر بضرب السياحة بحجة الاقتصاد الحر والمتفلت من الرقابة ، وهكذا نرى السياحة في لبنان هي الاغلى اقليمياً ، كما أن الاسعار في مطاعم بعض المدن اللبنانية اصبحت "شرفية" وحسب الزبون ، كما قام بعض الوزراء بتوجيه ضربات للصناعة والزراعة من خلال معاداة دول الخليج، وتسببوا في عزلة لبنان ،كما أنهم أخذوا  البلد الى الانهيار الاقتصادي من خلال ربطه بمصالح دول معزولة دولياً وعليها عقوبات دولية ، ومن خلال ربطه بالحروب المذهبية في المنطقة ، اليوم يشعر الجميع بمخاطر خراب القطاع المصرفي ، والسؤال ما هي خطتكم لانقاذ الاقتصاد اللبناني ؟ وهل سوف تعودون الى خطة ماكينزي وتشريع  زراعة حشيشة الكيف والافيون بدلاً من زراعة الحمضيات والخضار والفاكهة وغيرها من الاصناف المحرم تصديرها الى الخليج ؟  وهل صناعة الكبتاغون ومشتقاته وأخواته، صارت بديلاً عن الصناعات الغذائية التي كان  يصدّرها لبنان إلى الخليج العربي؟ بأنتظار الاجابة على ما نكتب تصبحون على وطن !

نقولا أبو فيصل ✍️