· 

بين قرطاجة الفينيقية وقرطاجة الزحلية صمود 

‎يقول ‏الصحافي والروائي إدواردو غاليانو "أن التاريخ لا يقول وداعاً أبداً بل يقول أراك لاحقاً " فهل تصح مقولة رجل الارغواي في التاريخ وبأن قرطاجة الفينيقية التي شيدت حوالي عام 814 ق.م لتكون صلة الوصل بين صور والمستعمرات الفينيقيّة قد استنسخت في قرطاجة الزحلية كما يحلو للصديق بدري عبد الدايم تسميتها ‏،والتي شيدت في العام 1989 لتكون صلة الوصل بين زحلة والانتشار اللبناني حول العالم ؟ 


‎قرطاجة الزحلية التي قصدها الصديق بدري من حيث رمزيتها وصمودها هي مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية بمبانيها الجميلة  واقسام مصانعها التي تنتج مئات الاصناف من المونة اللبنانية والمأكولات الشرق اوسطية والتي تتوسطها كنيسة القديس نيقولاوس العجائبي وخلفها تم تشييد دار سكن الموظفين "الاوبرج " وتحتها كهف وطاولة الرحمة الالهية والسوق العتيق ، أضف اليها اكاديمية العلوم التطبيقية وقاعة اختمار ومطعم نللي في المباني الملاصقة للمصانع التي تعتبر واحدة من أرقى المصانع اللبنانية والتي تستحق بنظره ونظر الكثيرين من الاصدقاء والزائرين والاقتصاديين ان تصنف بدرجة "الخمسة نجوم" بين المصانع اللبنانية التي تورد منتجاتها الى دول الانتشار اللبناني حول العالم اضافة الى خدمتها للاسواق المحلية .

‎وتاريخيا ً ذكر ان قرطاجة الفينيقية العظيمة قد خاضت ثلاثة حروب، وبعد حربها الأولى صارت اقوى ، وهذا ما حدث معنا بعد حروب الالغاء والتحرير ، وبعد الحرب الثانية ظلت قرطاجة  صامدة ، وأيضا ً هذا ما عشناه من العام 2005 وحرب تموز حتى اليوم ، وبعد الحرب الثالثة لم يعد لقرطاجة الفينيقية من وجود وهذا ما نخشاه ان تكون نهاية الصناعة اللبنانية هي على ايدي حكامنا بعد الفشل في ادارة البلاد والوصول الى دين عام يفوق  100 مليار دولار ومحاولتهم الاخيرة تمرير قانون الكابيتال كونترول خلسة في البرلمان اللبناني وتحويل جميع اموال المودعين والحوالات المصرفية القادمة الى مصارف لبنان الى العملة الوطنية ودفعها للصناعيين بالليرة اللبنانية وهذه معركتنا الاخيرة مع هذه الطغمة الحاكمة .

‎ ✍️ نقولا ابو فيصل