· 

بين فولتير اللعين ولعنة حكام لبنان

المعروف عن الشاعر الفرنسي فولتير أنه كان شخصية مثيرة للجدل في عصره وما بعده، حيث لعب دوراً كبيراً أثناء الثورة الفرنسية. وعرف بنقده الساخر وذاع صيته لسخريته الفلسفية الطريفة ودفاعه عن الحريات المدنية وخاصة حرية المعتقد والمساواة وكرامة الإنسان . وقد درسنا جميعنا في شهادة البكالوريا اللبنانية عنه، والمعلوم أنه كان ملحدًا ومعارضًا للكنيسة، وهو ما جعله موضع انتقاد من جانب الكثيرين. ومن هنا نال صفة "اللعين" بحق أو زوراً من قبل بعض الذين عارضوا آراءه وأفعاله ، لكنه في نفس الوقت لا يزال يُعتبر  ليومنا هذا رمزًا للفكر والتنوير والحرية الفكرية في زمانه. وإلى جانب أعماله الأدبية، كان فولتير شخصية سياسية ناشطة وكاتبًا للعديد من المقالات والرسائل التي تناولت العديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية. وقد قرأت الكثير من رسائله ، كما ساهم هذا المفكر العظيم في الترويج لفكر التنوير والتحرر من الجهل والتعصب ، وتأييده لحرية التعبير والدين والفكر، وهو ما جعله معاديًا للقيم والمعتقدات التي كانت تهيمن على المجتمع الفرنسي آنذاك !


 وإذا كان فولتير يردد دوماً أن "سيئ النية يجد دوماً أسباباً سيئة للأعمال الحسنة"وكان يتوجه الى رجل الدين بالقول :" إتقِ شر من نقل إليك لأنه سوف ينقل عنك" وقد نسأل انفسنا في بعض الاحيان لماذا علينا التعصب للوطن وللطائفة في هذا الشرق اللعين مع إننا وجدنا بعض رجالها على غير ما نريدها؟ ‏والولاء الاعمى هو "مصطلح اخترعه على ما يبدو أول محتال حينما قابل أول مغفل" كما يقول فولتير أيضاً عن "فن التأليه" . والوطنية هي مصطلح ابتدعه السياسيون لتجييش الجيوش من أجل الحفاظ على كراسيهم ولضرب كل صوت معارض بعد اتهامه بالخيانة الوطنية!ورغم أنني لا اهوى السياسة ولن أكون فيها كما هو حالها حالياً  ، ورغم أنني تمكنت من النجاح في اعمالي في لبنان وخارجه دون الحاجة لمساعدة من أحد وخاصة ما يسمى"دولة "وكانت جميع الضربات التي اصابتني صنيعة رجالها.


ومع أن رتبتي في ما يسمى دولة في لبنان هي "مواطن" وأعيش حياتي ببساطة ووضوح كما يعرف الجميع من حولي دون مواربة وكذب وتزلم ، لكنني وحتى اليوم لم أتعلم طريقة التعامل مع بعض (المسؤولين ) من رواد الخراب في  المجتمع اللبناني الضيق .وإذا كنت قد جالستُ أغلب السياسيين الذين يصفهم الاعلام اللبناني بالمرجعيات العليا، والذين يحظون بشهرة واسعة، وعرفتُ الكثير منهم في حياتي الواقعية، فقد أذهلني بعضهم بغبائه الفادح ! خاصة وأن لبنان اليوم يكاد يفقد هويته الديمغرافية بسبب أخطاء هذا النوع الفاشل من البشر، ورغم أنني تعودت أن لا أبالي بهراء هؤلاء ولا أحسدهم بقدر ما أشفق عليهم لأنهم يعذّبون أنفسهم دون أن يرغمهم أحد على ذلك، وهم يضيّعون أعمارهم من أجل أشياء تافهة للغاية. والمضحك أنهم يدّعون أننا لا نستطيع العيش بدونهم، أو حتى الاستغناء عنهم وهذا هراء ! والحياة في لبنان لم تكن معقدة وقاسية بهذا الشكل اللعين عندما كان البلد يخلو منهم، ! نعم، حكام لبنان هم من عقّدوا حياتنا، وأصابوا أحلامنا باليأس…. وعليهم اللعنة كما يحلو لصديقي المغترب اللبناني في كندا توصيفهم !

نقولا أبو فيصل ✍️