· 

الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يعملان على تحسين الوظائف الاجتماعية والاقتصادية في بكفيا- المحيدثة

يعمل الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بشكل مستمر على دعم السلطات المحلية لتحسين سبل العيش والوظائف الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات اللبنانية. وضمن هذا الاطار، قامت هذه المنظمات بالشراكة مع وزارة الداخلية والبلديات بافتتاح وسط بلدة بكفيا-المحيدثة الذي تم إعادة تأهيله حديثاً بالتعاون مع بلدية بكفيا-المحيدثة.

 

أثّرت الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية التي طال أمدها في لبنان بشدة على البلديات في جميع أنحاء البلاد. وقد أثر ذلك على الخدمات التي يمكن للبلديات تقديمها وعلى جهودها في الحفاظ على البنى التحتية والمرافق العامة.

 

وبفضل التمويل الكبير الذي قدمه الاتحاد الأوروبي والذي بلغ 466,000 دولار أمريكي، تمكنت مختلف الجهات المعنية من إعادة تأهيل وسط بلدة بكفيا- المحيدثة. وقد تم إنجاز هذا العمل من خلال مشروع " مسارات لتحسين سبل العيش". وسهلت هذه المساهمة المالية عملية ترميم أكثر من 3.9 كيلومتر من الطريق الرئيسي للبلدة، والذي يحتوي على أكثر من 200 مؤسسة متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة، علمًا أن 15% من هذه المؤسسات تقودها سيدات أعمال.

 

ولقد تم الانتهاء من عملية الترميم مؤخرًا وهي ستؤثر بشكل إيجابي على حياة أكثر من 9000 مقيم في البلدة. ومن بين الأعمال المنجزة نذكر: إعادة تأهيل الحديقة العامة للبلدية وزراعة 25 شجرة لتحسين المناظر الطبيعية، بالإضافة إلى بناء شوارع صديقة للمشاة مصممة لجذب مجموعة واسعة من المتاجر، مما يثري نطاق الخدمات المتاحة ويوفر فرص تجارية جديدة للمجتمع المحلي. وتشمل هذه الأعمال أيضا تحديث البنية التحتية من خلال إنشاء معابر جديدة وآمنة للمشاة، وإعادة تأهيل أرصفة الطرق الرئيسية، وتركيب أكثر من 450 اشارة للسير وللحفاظ على السلامة وأكثر من 2000 جهاز عاكس للضو على الأرصفة.

 

"نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الشركاء الذين دعموا ترميم وسط مدينة بكفيا-المحيدثة. ونأمل أن يتم تكرار هذه المبادرة على نطاق واسع قدر الإمكان في المدن والقرى اللبنانية. إن مجتمعنا وكل من يزور بكفيا-المحيدثة أصبح أكثر أمناً وأماناً بفضل هذا المشروع" قالت نيكول الجميّل، رئيسة بلدية بكفيا-المحيدثة.

 

"إن التجديد الحضري لوسط مدينة بكفيا-المحيدثة هو جزء من الجهود الأوسع التي يبذلها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان لتحسين الاستقرار الحضري والتجديد والتنمية. يبرز هذا النشاط التأثير الإيجابي لمشروع التمكين البلدي على مرونة السلطات المحلية على المدى الطويل وسلامة وأمن مجتمعاتها. يسعدني أن بكفيا-المحيدثة أعطت الأولوية لهذا المشروع لتعزيز الرفاهية لمجتمعها، وضمان الوصول إلى الأماكن العامة الآمنة والشاملة، لتوفير أرضية متساوية للالتقاء السكان معًا،" قالت تاينا كريستيانسن، مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان.

 

"لقد خطى مشروع التمكين البلدي خطوات كبيرة في تعزيز قدرات البلديات. فقد مكّن البلديات من تقديم الخدمات الأساسية الحاسمة للمرونة الاقتصادية والاجتماعية. واليوم، نحتفل بنجاح مشروع مسارات لتحسين سبل العيش في بكفيا-المحيدثة، والذي لم يقم فقط بتنشيط المناطق الحضرية، بل عزّز التنمية الاقتصادية المحلية فيها،" قال راغد عاصي، مدير برنامج الاستجابة للأزمات ومنع حدوثها في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان.

 

وقالت أليسيا سكوارتسيلا، نائبة رئيس قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان "من خلال مشروع التمكين البلدي، يدعم الاتحاد الأوروبي التنمية الاقتصادية المحلية عن طريق بناء مجتمعات مرنة وشاملة وتقديم الخدمات الأساسية للجميع".

 

وتم دعم هذه المبادرات من خلال اعتماد خطة لتنفيذ مختلف الأعمال ومن خلال اجراء تقييم اجتماعي واقتصادي. وقد ساهم هذا التقييم في تحسين أثر المشروع من خلال اصدار توصيات تحتوي على تقييمات نوعية وكمية على المستوى الكلي والمتوسط والجزئي وتركّز بشكل خاص على المساواة بين الجنسين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والفئات السكانية الضعيفة والهشة. وتم استخدام توصيات التقييم لتحسين التصميم النهائي للمشروع وتنفيذه بشكل أفضل.

 

ومن خلال تنفيذ سلسلة من ورش العمل للمقيمين وأصحاب المتاجر في بكفيا-المحيدثة، ساهمت الأمم المتحدة، بالشراكة مع بلدية بكفيا-المحيدثة، في تحسين الأثر الاجتماعي والاقتصادي للمشروع على المدى الطويل. وقد أدى هذا التعاون إلى وضع مبادئ توجيهية جديدة للتصميم الحضري. وستقوم البلدية بتطبيق هذه المبادئ عند تنفيذ أعمال البناء المستقبلية وذلك من أجل الحفاظ على خصائص المجتمع وطابعه التاريخي.

 

وضمن إطار هذا المشروع، سيتم تخصيص أموال إضافية لدعم تنفيذ برنامج التدريب المهني في مجالَيْ الحرف اليدوية والانتاج الغذائي لرواد الأعمال في بكفيا-المحيدثة والذي من المتوقع أن يبدأ في أيار/مايو 2024. وتهدف هذه الدورات التدريبية إلى حماية التراث المحلي والحفاظ عليه من خلال نقل المعارف التقليدية إلى الأجيال القادمة وإعادة ربطها بتراثها وهويتها الثقافية. وسيتلقى المشاركون أيضًا تدريبًا حول عمليات التعبئة والتغليف، وطُرق تصنيف المنتجات وتسويقها، الامر الذي سيمهد لهم الطريق لتحقيق النجاح التجاري في المستقبل.