· 

اندريه ابراهيم وجيري عبسي يحتفلان بالذكرى ٣٠ على اطلاق صيف ٨٤٠ في كندا : حُلم شعب بالحرية لم يتحقق

مسرحية صيف ٨٤٠ تعود الى خشبة المسرح  بعد ٣٠ عاماً من عرضها الاول في كندا
مسرحية صيف ٨٤٠ تعود الى خشبة المسرح بعد ٣٠ عاماً من عرضها الاول في كندا

كتبت ريتا واكيم 


عمل فني تاريخي بتنفيذ لبناني اغترابي ، مسرحية صيف ٨٤٠ تعود الى خشبة المسرح  بعد ٣٠ عاماً من عرضها الاول في كندا ،  لكن هذه المرة شهدت مشاركة  للجيل الثاني اي ابناء الممثلين الذين عاصروها بُعيد انطلاقتها الاولى سنة ١٩٩٣  بمباركة العملاق الراحل منصور  الرحباني.


مسرحية وطنية  تحمل في طياتها عَبق الثورة على الاحتلال الظالم. قام بتنفيذها  الفنان المبدع اندريه ابراهيم الذي اشرف على تصميم  وتنفيذ كل جزء من  المسرحية ، الموسيقى  والكورال وتسجيل الاغاني مع تدريبات الفرقة كما لعب فيها دور البطولة الرئيسي "سيف البحر " محبوب الجماهير التواقة الى الحرية، هذا البحار الثائر على الظلم  الذي قاتل من اجل الحرية المنشودة خلال الحكم العثماني من خلال اعلان ثورة العامية المناهضة للذل وتسخير  العامة من الشعب في تلك الحقبة من تاريخ لبنان. اما انتاج العمل واخراجه فكان بتوقيع جيري  عبسي المميز.


اكثر من خمسين ممثلاً شاركوا في هذا العمل الضخم  لفرقة نجوم لبنان التي اسسها منذ ٣٤ سنة الثنائي جيري عبسي واندريه ابراهيم ونفذوا من خلالها اجمل الاعمال الفنية والدرامية في كل انحاء كندا. وما يميز هذه النسخة مشاركة ممثلين وراقصين ومغنين واعدين من الجيل الثاني اعتلو المسرح بكل حماس. 


"اذا صار البلد المنفى والدولة الجلاد .."


عبارة رددها ابطال العمل انذاك واليوم ، ولا زال الوضع على ما هو عليه كما يقول الكبير منصور الرحباني في صيف ٨٤٠، يمكن لازمنا ١٠٠ عامية لنوصل للخلاص مع هيك زعماء، على امل ان يسطع فجر الحرية البعيد …"

يقول "سيف البحر " اندريه ابراهيم : "اردنا ان نعيد عرض المسرحية بعد ثلاثين سنة لنعّرف الجيل الصاعد على تاريخنا اللبناني العريق ولنعزز الروح الوطنية لدى النشئ الجديد في كندا ،  حيث عرضنا المسرحية في اوتاوا وكانت كاملة العدد ومن ثم انتقلنا لعرضها في مونتريال بنجاح كبير . اما عن دوري في المسرحية لطالما  شعرت ان سيف البحر يمثلني وقد لعبت دوره من ٣٠ لما كنت شابا يحلم  ان يكون سيف البحر. انا اليوم اشكر الصدف التي جمعتني بالراحل الكبير منصور الرحباتي على اتاحة هذه الفرصة لتنفيذ هذا العمل الجبار  ولابنه  المؤلف الموسيقي الكبير اسامة الرحباني على تعاونه الامتناهي لانجاز هذا العمل".


اما  من جهته فقال جيري عبسي : " لم نكن نتوقع اننا سنعيد انتاج مسرحية صيف ٨٤٠  كنا وقتها غير متزوجين وها هم اولادنا بعد مرور ثلاثين عاماً  يشاركون في تقديمها بأبهى صورة ،  دلالة على تعلقهم  ارتباطهم بوطنهم وجذورهم وثقافتهم  واننا استطعنا جمع جيلين من الممثلين  حوالى ٩ اشخاص توزعوا في العمل ، ولاني مغترب منذ اكثر من ٥٧ سنة لا زلت حتى اليوم مرتبط ببلدي الام  وربينا اولادنا على محبة لبنان ولم نجبرهم بل هم اختاروا …" 


كما اضاف : "استعنا بأولاد الممثلين الذي شاركوا في النسخة  الاولى للمسرحية الذين أدّوا  ادوارهم بكل براعة الى جانب الممثلين الرئيسيين الذين بذلوا مجهوداً جباراً ليُقدم  العمل بهذا الشكل والاحترافية". الملفت مشاركة راقصي الدبكة اولاد الفنان طوني ديب في المسرحية سيريل وكريستي وتيري الذين اصروا على تخليد ذكرى والدهم الراحل. كما شاركت ابنة مصممة الرقصات في المسرحية رادا نبهان التي كانت حامل بأبنتها منذ ثلاثين سنة فلم يكن بمقدورها المشاركة انذاك وها هي اليوم ترقص الدبكة الى جانب ابنتها في المسرحية . 


مسرحية خالدة بفكرتها وبأغانيها التي يرددها الكبار والصغار حتى اليوم "لمعت ابواق الثورة "  "غريبين وليل " "وحياة اللي راحوا " " زينوا الساحة" وغيرها التي اضحت اناشيد وطنية على مدى الاجيال . 


عمل مسرحي  فاق توقعات الجميع بالشكل والمضمون هذا ما صرح به الجمهور الذي توافد لحضورها من كل مونتريال 

على امل"  انو يتغير شي " من واقعنا في لبنان.


"مسرحية صيف ٨٤٠ ، بترا وفخر الدين بيعنولي كتير ، ربينا عليهم ، وهني اللي زرعوا فينا حب الوطن . عمل وطني نفتخر به   لفرقة نجوم لبنان جيري عبسي واندريه ابراهيم ،  من حيث توزيع الاغاني والاداء المحترف مع المحافظة على الزي التراثي من تاريخ لبنان " . يقول ميلاد جاويش راعي ابرشية الروم الكاتوليك في كندا.


تبقى مسرحية ٨٤٠  وطنية راسخة في ضمائر ووجدان  ابناء الشعب اللبناني الصامد على مرّ التاريخ وابناء الجالية اللبنانية في الاغتراب .