· 

بين حملة الشهادات وأصحاب الخبرات …وحاجة السوق

على حافة الأمل يقف خريجو لبنان من حملة الشهادات والمؤهلات العليا بحثاً عن فرص عمل في جو مُشبع بالواسطة والمحسوبية  ، وفي ظل سياسة تحجيم أعداد العاملين في القطاع العام المنتفخ أصلاً بعد ان ناهز الثلاثمائة الف موظف والذي أرهق مؤسساتنا العامة واقتصادنا الهش اصلاً. فقد ثبت بالوجه الشرعي أن ثلاثين الف موظف قادرون على اتمام اعمال الادارة العامة في لبنان على أكمل وجه , ولا اتحدث هنا عن القوى العسكرية  . والحاجة الملحة الى تقليص عدد الوظائف الموجودة والجديدة سوف يحبط جيوشاً من حملة الشهادات وأصحاب الكفاءات وتجعلهم يبحثون عن فرص عمل اخرى في بلاد الله الواسعة ، وربما في ذلك منفعة كبيرة لهم لان سوق العمل في لبنان لا يمكنه استيعاب اكثر من سبعة الاف موظف في القطاع الخاص الذي بقي الوحيد القادر على التوظيف في حين يتخرج من الجامعات ما يزيد عن سبعة وعشرين الف متخرج سنوياً.


 وفي الدول الراقية نجد أغلبية الكفاءات العلمية التي يتم تعيينها في المناصب القيادية العليا في ⁧‫الجهاز الإداري للدولة‬⁩ هم من حملة الشهادات وأصحاب الخبرات ,  وهكذا كان الحال في لبنان حين كانت التعيينات تمر عبر مجلس الخدمة المدنية وتتم الرقابة على اعمالهم عبر التفتيش المركزي ، وعلى ذلك نعّول في التعيينات الجديدة بعد انتظام البلاد .ومع ذلك، يجب أن يتماشى اختيار الاختصاصات مع مهارات الفرد واهتماماته وتوجهات سوق العمل المحلي والعالمي ، ومن الممكن أن يحصل حملة الشهادات على فرص عمل أفضل في لبنان، خاصةً في المجالات التي تحتاج إلى مهارات محددة مثل التكنولوجيا والهندسة ، ورغم أن البطالة لا تزال تشكل تحدياً كبيراً في سوق العمل فأنه يجب على الطلاب تطوير مهاراتهم والبحث عن فرص عمل تناسب تخصصاتهم وخبراتهم.


 وبالنظر إلى حاجة السوق ، فأن الاختصاصات المطلوبة تتوزع بالنظر إلى الاحتياجات الحالية في سوق العمل اللبناني بين التكنولوجيا والبرمجة ، فالطلب على المطورين والمبرمجين في مجالات مثل تطوير الويب والتطبيقات يزداد باستمرار. ثانياً: الهندسة المدنية والكهربائية . ثالثاً : الطب والتمريض والصيدلة . رابعاً : الإدارة والمالية: حيث يحتاج سوق العمل إلى محترفين في مجالات الإدارة والمحاسبة والتمويل. خامساً: التسويق والإعلان بحيث تحتاج الأعمال التجارية إلى متخصصين في التسويق للمساعدة في تعزيز منتجاتها وخدماتها. وأخيراً : اللغات وخاصة الإنكليزية والفرنسية، والتي تعزز فرص العمل في العديد من المجالات.

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0