· 

بين العيش في الحاضر … والنظر الى المستقبل

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6

يقول الفيلسوف الدنماركي سورين كيركغور  "أنت تعيش الحياة وأنت تتطلع إلى الأمام، وتفهم الحياة عندما تنظر إلى الخلف" وفي الحقيقة إن الاعتراف بالخير الذي يملكه الانسان بالفعل في حياته هو أساس كل الوفرة ، لذا فأن إتخاذ الناس قراراً يتمثل في التفكير بالمستقبل المنشود هو أمر جيد ،  لكن الاهتمام الأساسي يجب أن يكون الآن حول تحديد الإجراءات ذات المغزى في الوقت الحاضر، وهو ما يسمح بتفسير مجموعة من الاحتمالات المستقبلية وفي الحقيقة ليس لدى العديد من اللبنانيين أي أهداف أو خطط معينة للاعوام القادمة باستثناء الاستمرار في العمل للعودة الى حياتهم الطبيعية المهنية والاجتماعية. 


في لبنان ، وحده الله هو رفيق عمرنا ولا يجب أن نحزن ما دام هو المدبر الاول لحياتنا، وفي هذا السياق يقول الاميركي فريدريك روبن "كل شيء يحدث بالطريقة التي من المفترض أن يحدث فيها ونحن نشاهده وهو يحدث فقط ولا يمكننا التحكم فيه " وفعلاً إذا نظرنا إلى الوراء، لا يمكننا القول كان ينبغي عليّنا أن نفعل ! ولو فعلنا لكانت النتيجة مختلفة ! وفي الحياة قد نبكي ساعات وهذا من حقنا ، وقد نحزن ساعات طويلة وهذا أيضاً حقنا لكن يجب أن لا نيأس ولا أن نشكك في قدرة الله ورحمته ، فكُل فترة سيئة في حياتنا يليها فترات رائعة ، وكُل لحظة حزن يليها لحظات فرح وسعادة ، وسوف يأتي يوم نسأل فيه كيف أنّ الله قد ساندنا بعد كل هذا العُسر ؟ وسوف نتعجّب كيف أنّ المستحيل أصبح حقيقة وتحقق بأصغر التفاصيل التي رجوناها


في الاخير نصيحتي لك عزيزي القارئ ، عش أيامك مُتألقاً وكأن اليوم هو الأخير لك , فلا تعلم كم من العمر مُتَبَقٍ لك ،عش حياتك دون أن ترهق نفسك بكثرة التفكير ، فالله عندهُ حُسن التدبير ،  وكُن على يقين بأنهُ حين يشاء تتبدل الامور وتنقلب الأحداث وتُذلل الصعاب فيُصبح المستحيلُ مؤكّداً ، إستمتع بالتفاصيل الصغيرة في حياتك وكُن عفوياً فهذه العفوية كفيلة بصناعة يوم جميل بأكمله، عبّر عن مشاعرك أياً كانت، وتذكر أنه في كل أمر خير ،في الوجع خير ، في الخيبة خير ، في العثرة خير، في البعد خير وفي الألم خير ، ويبقى دائماً الخير فيما إختاره الله لنا ، والشكر له دائماً وأبداً على كل شيء ، وعلينا التذكر أن الحياة ليست العيش في الماضي ولا في المستقبل بل العيش في الوقت الحاضر.

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0