· 

بين التعامل بأخلاق والتعامل بكيدية والمزاج المتقلب

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6

حتى لو تَعطر الرجال بأفخم العطور تبقى رائحة الرجولة هي أفعال ناجمة عن أخلاق في التعامل ، وعليه يتوجب على العاملين في الشأن العام أن يكونوا متمرسين في قبول الانتقادات البناءة ، ومراقبة أفكارهم وتصريحاتهم قبل الإدلاء بها لانها تصبح التزامات عليهم  ،كما يتوجب عليهم مراقبة اقوالهم لانها تصبح أفعالاً يحاسبون عليها ، ومراقبة أفعالهم لانها تصبح عادات ، ومراقبة عاداتهم لإنها تصبح هويتهم وشخصيتهم الخاصة ! وهنا نصيحتي لرجال السياسة بعدم السماح لانفسهم بمعاملة من هم دونهم في التراتبية الادارية بالسوء وتبعاً لمزاجهم المُتقلب لأن القرارات التي تصنعها الكرامة لا حاجة لتحكيم العاطفة والقلب في اتخاذها ، فهي يفترض ان تكون صائبة حتى وإن كانت موجعة ولا تدر ذهباً لبعض من حولهم!  كما أنه يجب عدم التنازل أبداً عن عزة النفس فخسارة بعض أصحاب المصلحة من حياتكم هو مكسب لكم "ليرحل من يرحَل وليبقَ من يبقَى" 


وتكتمل النصيحة لاهل الحل والربط لهذه الايام  بعدم الالتفات الى الوراء ، فإن كان وجود السلطة في أيديكم مهماً فأن كرامتكم أهم ! ولا يجب أن تسمحوا لأحدٍ أن يعاملكم بمشاعر مؤقتة يقتربُ منكم حين يحتاجكم ويبتعد عنكم عندما تحتاجون إليه ، وفيما تستمر الكيدية في بعض المواقف السياسية في لبنان والتي تثير الاستهجان فعلاً ، تمرّس أهل السلطة في طريقة إقناع الشعب بالشيئ ونقيضه ، وهنا الوقاحة والاستخفاف بعقول الناس ، وعلى الرغم من الازمة التي نمر بها  فأن الكيدية السياسية في التعاطي أصبحت من الممارسات الشاذة عند الكثيرين بحيث باتوا يُتقنون إيجاد الأزمات كي يمارسوا سياسة الضغط الشعبي على معارضيهم فيما الحلول السحرية حاضرة ،ولا يأبه المسؤولون باقتناص الفرص، ولا يستفيدون من تطورات المنطقة، بل يضعون نصب أعينهم دائماً مصالحهم الشخصية القائمة على حساب لبنان ، وعليه لا بد من التلاقي في القريب لانتخاب رئيس للبلاد لعودة الدورة الاقتصادية ، البرلمانية والسياسية الى العمل.

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0