· 

بين الأرواح المتحابة، والأرواح التي لا تموت

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6

عندما يتعارف شخصان بالروح لا بالجسد يُولد حبٌ صادقٌ بينهما، ويكون ارتباطهما للأبد، وكأنه مكتوب لمثل هذه العلاقات أن تبقى الاجساد فيها متباعدة ، حتى أن مشهدية اللقاء الأول بينهما تبقى محفورة في ذاكرتهما وتظل اصواتهما تسكن  الامكنة كلها, ورغم أن الأجساد توّدع بعضها بعضا بعد اللقاء ,  فإن الأرواح المتحابة في الله يبقى لقاؤها سرمدياً لا وداع فيه. ومن وجهة نظر جبران خليل جبران فإن "التفاهم بين الأرواح المتحابة هو السكينة التي تحمل شعاع النفس إلى النفس، وتنقل همس القلب إلى القلب "وتبقى السعادة في الحياة هي أن تجد روحاً تشبه روحك! وما أروع الأرواح المتحابة التي تلتقي من غير موعد ، لتتقاسم الأوجاع ويشعر بعضها ببعض عندما تتألم وعندما تشتاق.


ومع مصطفى العقاد نسأل "إذا كانت الأرواح المتحابة تتواصل، فلا شك أنها سوف تكون ملهمة"  وهي في لقاءٍ دائم ، وإن ابتعدت المسافات فالقلوب متعلق بعضها ببعض، والتفكير مشغول بالبحث عن أخبار الشريك  الآخر وإنتظار رسالة منه. وهذا يعني أن الأرواح متصلة وتآلفها هو كيمياء القلوب ، وهي على أشكال متنوعة، ما تعارف منها ائتلف ، وما تنافر منها اختلف ، وفي الكتاب المقدس قال الرب يسوع الكثير عن تفكيرنا، والطريقة التي يؤثر بها على تجاربنا اليومية، خاصة تلك التي نعرّفها بأنها روحية، وفي رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس، أشار بولس الرسول الى أن تعارضنا في مجال الروح قد يكون مرتبطاً بتخيلاتنا وأفكارنا ومعرفتنا. 


‎على أن تقمص الأرواح أو التناسخ أو إعادة الميلاد أو التجسد، هو المفهوم الفلسفي أو الديني القائل:" إن الجوهر غير المادي للانسان يبدأ حياة جديدة في شكل مادي أو جسم مختلف بعد الموت البيولوجي والروح هي الجوهر، وهي كتلة من الطاقة والنور ، وكل الأرواح هي أجزاء من الجوهر الالهي نفسه الذي هو الله ! لكن، ماذا يحدث للأرواح عندما تفارق الأجساد؟ يستند الكاتب والطبيب الاميركي الدكتور مايكل نيوتن في كتابه “رحلة الأرواح” إلى حالات حدثت مع مرضاه خلال التنويم المغنطيسي عادوا فيها بالذاكرة الى حياة سابقة لهم وتحدثوا عن تجارب روحية طريفة ومذهلة عن رحلة أرواحهم عبر الزمن من جسد إلى آخر ، وعن الفترة بين حياتين أرضيتين في عالم الروح، لذا، علينا أن نفهم طبيعة أرواحنا التي تنتقل عبر الزمن من مكان الى آخر ، وعلينا قهر الخوف من الموت لأن الأرواح لا تموت ! ولأرواحكم وأرواحنا الرحمة قبل إنتقالها في هذا الوطن السيىء الحظ 

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0