· 

بين أبراج الإمارات وجبال لبنان يد الانسان ويد الله

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6

يفرحني في كل مرة أزور فيها دولة الامارات وتحديداً إمارة دبي حين أشاهد أكبر مدينة عصرية في الشرق الاوسط الجديد من حيث النظام والتنظيم والبناء والحداثة ، بالمقابل ينتابني حزن كبير وخيبة أمل لما اوصلنا اليه حكامنا ! وفيما تعتبر ⁧‫الإمارات‬⁩ مركزاً رئيسياً للتنمية والابتكار في المنطقة العربية ، فقد استثمرت الدولة بشكل كبير في التعليم والبحث العلمي وتطوير البنى التحتية، مما ساهم في تطور القطاعات الحيوية مثل الصحة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة وبفضل هذه الجهود تمكنت دولة الامارات الشقيقة من جذب الاستثمارات الأجنبية والمواهب , ومن تحقيق تقدم كبير في مجالات الابتكار والتكنولوجيا ، والسؤال هل إقصاء الاحزاب عن السياسة هو سبب تطور وتقدم الإمارات‬⁩ بالريادة وصعودها للفضاء ؟والجواب بالطبع نعم بإلإضافة الى قبول جميع الديانات السماوية على أراضيها حتى عبدة الابقار شرط التزامهم بالقوانين المرعية الاجراء ، وتقدير الانسان واحترامه لانسانيته وليس لديانته .


وإذ تبهرنا دولة الامارات التي تتقدم وتتطور بشكل مستمر في كافة المجالات ، بحيث تجاوزت مسمى أنها دولة تعتمد على النفط إلى دولة عالمية من حيث حجم التجارة الخارجية للسلع غير النفطية والتي بلغت قيمتها في العام 2023 حوالي مليار دولار ، وفي العام نفسه إستقبلت مطارات دبي 87 مليون مسافر . وأذا كانت ابراج دبي التي صنعها الإنسان ترمز الى الحضارة ، فأن جبال لبنان التي صنعها الله ترمز الى التاريخ , ويعتبر برج خليفة في دبي الأعلى عالمياً، والأول على مستوى الشرق الأوسط، حيث يعد أعلى بناء شيده الإنسان، "828 مترا" وقد بدأ تشييده فى العام 2004 بتكلفة إجمالية  قدرها 1.5 مليار دولار أميركي ، وبمساحة تبلغ 4,000,000 متر2 وتمتلكه شركة إعمار العقارية، وتولت عملية البناء شركة سامسونغ العالمية ، وتم إفتتاحه رسمياً في العام 2010، ليصبح البناءَ الأعلى في العالم ، وشارك فى بنائه حوالى 12 ألف عامل ومهندس ويحوي 1044 وحدة سكنية، ويبلغ عدد مواقف السيارات فيه ثلاثة الاف موقف تحت الأرض . وهكذا نجد مشايخ الخليخ حوّلوا الإمارات الى جنّة على الأرض ، أما زعماء لبنان فقد عملوا من لبنان جهنماً أرضيّةً ! الفرق كل الفرق بين حكام دبي وحكام لبنان .


وفيما نستذكر قَوْل حاكم دبي محمد بن راشد في كتابه، “حلمٌ تردَّد في ذهني أن تكون دبي كـ بيروت يوماً ما”  حُلم بيروت حقَّقه حاكم دبي، وقتله حُكَّام لبنان”. حاكم دبي تحققت أحلامه اليوم بفضل التخطيط ويستحق كل الخير ، وبيروت الجميلة أضحت خراباً بفضل حكامها ،  رغم أنها لا تستحق كل هذه العذابات . وبرأيي الشخصي تبقى بيروت هي بيروت ولها نكهتها ، وتبقى دبي هي دبي ولها نكهتها . وفي لبنان يجب أن نفهم أن الذي خرب البلد من الصعب أن يُعمره ،  الامارات كانت صحراء تحولت الى جنة على أيدي رجال دولة من المشايخ ، ولبنان كان لبنان صار جهنماً على أيدي رجال الاحزاب . وما يواسيني بعد البكاء على ما يمر به هذا الوطن الجميل مؤقتاً  ، أن لا شيئ يوازي حبة من تراب لبنان ومتراً واحداً من جباله الجميلة التي هي من صنيعة الله "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" يقول الرب يسوع ، فالشعب اللبناني قهر الحروب، والقمع، والمجاعات لقرونٍ، ولمن يهول علينا بالمجاعة والحروب  نقول له "خيط بغير هالمسلة" منذ ثلاثة عشر قرناً ونيفاً واللبناني صامد في أرضه ،وقد لبَست قصور العالم  اجمل الثياب من صخور جبال لبنان ، حتى راجت مقولة، ‏"يا نيال يلّي عندو مرقد عنزة في ⁧‫جبل لبنان‬⁩ " وسوف  تبقى بيروت هي بيروت ويكفي جمالها وسحرها ،وتبقى جبال لبنان وارزه وشعبه ،  وسوف تبقى انوار دبي ورقي الحياة فيها تبهر العالم وتعطي نموذجاً جيداً لتعايش 200 جنسية عالمية تحت سقف القانون .  

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0