· 

بين خطوة جريئة وخطوة بريئة … النبض لقلب الوطن

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 6

قد يكون حان الوقت لتمزيق خطابات حكام لبنان من تسعينات القرن الماضي حتى اليوم بكل ما تضمنته من إنجازات وهمية ! وقد يقول أحدهم أنها خطوة جريئة ، غير بريئة ولها دلالات كبيرة ….!


وهذا صحيح فالاجيال القادمة سوف تعيش لزمن ليس بقصير نتائج أعمال هؤلاء الحكام وفسادهم ونكدهم،ولك يا لبنان أقر وأعترف أنني لن استبدلك بوطن آخر ،أنت عشقي منذ الولادة ، وإن كان البوح لك بهذا العشق هو خطيئة فلا أبالي فيجب أن يكون اعترافنا بحب الاوطان علني وجريئ ، ولعل مصيبتنا الكبرى في بلاد الارز هي حصادنا لأخطاء ناخبين عقولهم جاهلة، صاموا عن الوطنية؛ باعوا اصواتهم بمالٍ بخسِ ساهمت بوصول بعض الفاسدين الى السلطة . وبصراحة فإن اكثر خطوة جريئة يجب أن تتخذها الحكومات اللبنانية القادمة هي تطبيق نظام التصويت الالكتروني في لبنان وفي دول انتشار الجاليات اللبنانية حول العالم ، فلبنان بحاجة لأن يعود دولة القانون وهو بحاجة للبحث عن موارد مالية او قروض تسهم في سد العجز الحاصل في الموازنة العامة بدل اقرار  ضرائب غير عادلة كما الحال في موازنة العام 2024 التي صدرت في الجريدة الرسمية مؤخراً.


إن البحث الحكومي الجاري ينصب باتجاه طلب الاستدانة من صندوق النقد الدولي منقذاً وحيداً للبنان لا شريك له ، من دون الاخذ بعين الاعتبار النظر الى الاخوة العرب الاقرب للبنان جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً بما يحفظ استقلالية القرار السيادي اللبناني بمنأى عن الاملاءات والشروط التعجيزية ، وربما لا حاجة للجوء الى صندوق النقد الدولي اذا امتلكت الحكومة اللبنانية الجرأة اللازمة للانفتاح من جديد على المحيط العربي والاسواق العربية ، وأنا على يقين ان لبنان سوف يجد ابواب المملكة العربية السعودية مرحبة لأي تعاون من شأنه العودة بالفائدة على لبنان ويساهم في تخفيف وطأة الضغوط المعيشية عن شعبه. لبنان بحاجة الى خطوة جريئة عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمتلك الجرأة للاقدام على خطوة استراتيجية من شأنها تأمين الموارد المالية وفتح نافذة على الاسواق العربية من جديد.


نعم إنّ أصحاب الضمائر الحية لبعض نواب لبنان مطالبون اليوم بالتفكير بجدية لايجاد حلول تساهم بوقف هجرة الشباب اللبناني ، عبر اتخاذ خطوات عملية لا تقتصر على التنديد والاستنكار  ، بل يجب معالجة هذه القضية من كافة جوانبها والعمل على دراسة أسبابها والسبل الكفيلة لمواجهتها والحد منها بشكل واقعي ،من خلال البدء بالاعتراف بالمشكلة اولاً والانتهاء بايجاد الحلول لها ، وما يحصل هو  جريمة ليست كأي جريمة أرتكبت في حق الشعب اللبناني ، بل هو تفريغ للوطن من طاقاته الشبابية ، وهذه جريمة بحق مستقبل جيل بأكمله ، وينبغي أن لا تمر مرور الكرام ، ورغم انني من اصحاب مقولة "سافر ما تهاجر" انما ما يحصل هو هجرة قاتلة ، لذلك نتطلع إلى نهضة اقتصادية وتجارية غير مسبوقة في لبنان انتصاراً  للصناعة الوطنية تعيد إلى شباب لبنان الامل الضائع ، وإلى قلوب الآباء والأمهات الأمل بعودة أبنائهم الى العمل في الوطن . فهل من مجيب؟!


(الصورة بعدسة الاب ايلي قرقماز -خليخ جونية لبنان

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0