· 

بين التعلق بالروح والاكتفاء الذاتي… كيف حال روحك؟

مما لا شك فيه أن التعلق بالروح هو من أصعب أنواع التعلق , ولا شيئ أعمق وأخطر من الإحساس بالتعود الذي يأتي مع الوقت ، واذا كان التعلق بالروح هو إحساس يفوق الحب بكثير ويشبه إدمان الأرواح ، فالإدمان يصبح إبتلاء ! والتعلق بالروح يختلف عن "الانبهار بالشكل” ، فتعلق شخص بروح شخص أخر كفيل بأن يكون ملازماً له طول حياته ، والانبهار بالشكل يزول بمجرد رؤية الأجمل أو يمّل منه ، وقد يكون سبب التعلق بروح شخص ما يعود لأن الروح واحدة وليس من السهل أن نراها في شخص آخر ،  ولا بديل لها ولا تتشابه. نعم التعلق بالروح هو أكثرُ وجعاً ‏من التعلق بالشكل وأكثر صدقًا . 


والتعلق بالروح هو  أجمل أنواع الحب وارقى من التعود الذي ينتهي بمرور الزمن ، ومن روحي سلامٌ الى الروح التي ايقظت روحي ذات يومٍ ولا تزال تعيش معي ! وفي تجربة شخصية اشاركها معكم يأسرني في الحياة الشخص الذي يعيش حياته وفق سجيته دون تصنع أو تزيف ويندفع نحو الحياة بعفوية تامة ويأبى أن يُشكله القطيع ، كما يأسرني شخص يسأل عن حالتي النفسية قبل الجسدية  ، شخص دخل قلبي من بابه الواسع مع إقامة أبدية، ويستهويني سؤاله كلما التقيه" كيف حال روحك؟" وهنا وضع الاصبع على الجرح ، فالروح هي الأهم ، فما فائدة أن تكون إنساناً سليم الجسد وانت محطم ومهشم من الداخل؟وفي الحقيقة  ليس هناك أجمل من الإكتفاء الذاتي عندما لا تعود  "تفرق معك" مين يسأل عنك ومين يقطع علاقته معك!


‎في الحياة تأسرني الحنّية بكل اشكالها، ويأسرني الشخص الذي يرى حزنك من وراء إبتسامتك ، فهو حقاً شخص محّب وصاحب قلب نقي ، هو الذي يسأل عن حالك دون أن تشتكي إليه، وهو الذي يأتي اليك دون أن تناديه ،هو الوحيد الذي  تستطيع أن تقول أمامه أنك شخص مهزُوم ولا تجرحك حدّة الكلمة ، أن تقول له ما تشاء ولا تجرحك شفقة النظرة ، ويمكنك أن تميل برأسك على كتفيه ببساطةٍ ، فأحياناً كل ما نريده من الحياة هو شخص يلاحظ ما وراء صمتنا يقول أنا هنا لأفهمك وأحتضن حزنك ، أنا معك لنسعد سوياً الى الابد فالإقامة الأبدية مع شخص يقدر قيمة كل ما تفعله من أجله بالمختصر (يثمر فيه المعروف)هي سعادة أرضية كاملة وسلام داخلي لا يوصف . ومع هذا كله ما زالت تؤنسني مقولة الامام الرافعي : يجعلُ الله الهموم مُقدّماتٍ لنعمٍ مخبوءة

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0