· 

بين رائحة لبنان وطعم الغربة، ناطرينكم

أنها رائحة وطعم وطن أسمه لبنان ، رائحة أشجار الارز والصنوبر المفعمة بالجمال , وفي الكتاب المقدس وردت رائحة لبنان في إشارة للبخور والصموغ والعطور التي تعبق بها‬ ‫غابات لبنان وأحراجه(هوشع 41:6)"تعالي معي من لبنان يا عروسة تعالي معي من لبنان! انظري من قمة جبل أمانة ، من رأس حرمون في عرين الاسود من جبال النمور" (نشيد الأناشيد 4‬) وفي زمن داوود وسليمان وحزقيال وأرميا كان لبنان شهوة العشّاق، حتى أن موسى طلب من الله أن يسمح له بدخول لبنان "ونظر موسى الى الشمال الى ارض لبنان والجبال وقال: وهذا الجبل لمن؟ اجابه الله بصوت زلزال وقال اغمض عينيك , هذا الجبل هو وقف لي , لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك." لبنان وقف الله باقٍ إلى الأبد!  وقد ذكر اسم لبنان في الكتاب المقدس ۷۱ مرة وتغنى به أنبياء اليهود وقدموه مثالا لشعبهم، في الجمال والخصب والغنى والوفرة، كان لبنان رمزاً للهيكل المقدس ومن اجمل الصور التي ذكرها الكتاب المقدس عن لبنان"كأنه اسطورة، خارق الطبيعة" وأصل كلمة لبنان تعود الى اللبان اي الابيض في اللغة العبرية.


في نشيد الأناشيد لسليمان الحكيم يخاطب الحبيب حبيبته قائلاً  "كلّكِ جميلة يا خليلتي ، ولا عيبَ فيكِ ، هلمّي معي من لبنان أيّتها العروس ، شفتاكِ تَقْطران شَهْداً وتحت لسانكِ عسلٌ ولَبَنٌ،  ورائحة ثيابكِ كرائحة لبنان" فتجيبه: "حبيبي أبيض أصهب عَلَمٌ بين ألوف ، ساقاه عمودُ رخام موضوعان على قاعدتين من إبريز وطلعته كلبنان ، هو مختار كالارز" ويجيبها العاشق: "ما أجمل قدميكِ بالحذاء يا بنت الأمير! سرّتُكِ كأسٌ مدوّرة لا يَنْقُصُ مزيجها وبطنكِ كومةُ حنطة يَسيّجها السوسن ، أنفكِ كبرج لبنان الناظر نحو دمشق ، رأسكِ عليكِ مثل الكرمل وشعر رأسكِ كأرجوان"كما ورد اسم لبنان في نشيد الاناشيد 6 مرات في 8 فصول"ورائحة لبنان دلالة الى جماله وتجدده ورفعته وصلابته". والرائحة هنا هي رائحة البخور المنبعث من اشجار الارز والصنوبر، وايضا رائحة الزهور، بما يدل الى وجود مياه وارض خصبة في لبنان"


وهكذا حمل لبنان اسمه لانه يبيض الخطيئة وبالتالي ربط بالهيكل وبالخلاص"وكان لبنان ساحراً في عيون اليهود وغيرهم من الشعوب "الجبل المقدس ، بعل حرمون" جاء في (مزمور :72/16) "وفرت الحنطة في البلاد وتموجت على رؤوس الجبال كلبنان اذ اخرج ثماره وازهاره واذ اخرجت الارض عشبها". ويربط النبي اشعيا الفرح والازهار والابتهاج بمجد لبنان (مزمور 35/2) " لتفرح البرية والقفر ولتبتهج البادية وتزهر كالنرجس ، قد اوتيت مجد لبنان" وعند النبي هوشع يبرز لبنان في ابهى حلة: "یزهر كالسوسن ويغرز جذوره كلبنان وتنتشر فروعه ويكون بهاؤه كالزيتون ورائحته كلبنان ، فيرجعون ليجلسوا في ظله ويحيون الحنطة ويزهرون كالكرمة فيكون ذكره كخمر لبنان"(مزمور 14/6-8).

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0