· 

بين الميتولوجيا اللبنانية والاوهام ... وآلهة الخراب

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 5
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء 5


‎الميتولوجيا هي فرع من فروع المعرفة والعلوم الاجتماعية والإنسانية ، وهي تُعنى بدراسة وتفسير الأساطير، وكلمة ميتولوجيا تعني باليونانية قصة الآلهة والأبطال، والسؤال هل اصبحت الميتولوجيا في ايامنا لعبة في يد التكنولوجيا ! ففي الطاقة المتجدّدة تحتلّ التكنولوجيا مكان الميتولوجيا وتتحكّم بها نفس العوامل مثل الشمس والريح والمياه ، ولكن من محاسن التكنولوجيا أنها صارت تتيح للناس الفرصة للتعبير عن رأيها رغم أنف السياسية، وصار في ايامنا قمع حرية التعبير أشبه بفكرة "الحمقاء تيبة"  في الميتولوجيا الموريتانية حيث قلدت حظائر الغنم لدى الأغنياء فأحاطت الغربان بالسياج وطارت


في الميتولوجيا الرومانية وجَدتُ ان الاله يانوس (باللاتينية: Ianus):‏ هو إله البوابات والطرق له وجهان، وجه ينظر للمستقبل ووجه ينظر للماضي، ولا يرى أحدهما الآخر وتقول الأسطورة ان هذا الاله كان مثيراً وحاسماً للنزاعات والحروب والسلام. وفي الميتولوجيا الاسكندنافية يرمز التفاح الى الخلود والشباب الدائم و كانت الالهةIdunn.. مسؤولة عن تقديم التفاح لبقية الآلهة . وفي الميتولوجيا الأفريقية :فأن الإله أبيميتيوس قدخلق الحيوانات وخلق أخوه بروميثيوس البشر من طين‏ ونفخت فيه أثينا من روحها  ، وفي الميتولوجيا اليونانية فأن حصان طروادة كان ولا يزال يرمز  للخيانة من الداخل ، كما أن الميتولوجيا التركية تضمنت أسطورتين اسطورة “الذئب الأغبر”وأسطورة “أرغاناكون” اللتين تعتبران الأسطورتين المؤسستين للشعب التركي، ووجدت أيضاً ان الاوهام هي صفة من صفات العنكبوت في الميتولوجيا لاستدراج الفريسة الى الخيط وقتلها.


وفي الميتولوجيا اللبنانية وجدت بعض الأساطير التي يتحدث عنها اللبنانيون عند التعريف عن انفسهم كشعب "باب اول "مثل أسطورة أدونيس وعشتروت وأسطورة طائر الفينيق المنبعث من الرماد، وهذه الأسطورة لها مغزى سياسي يرددها اللبنانيون الذين يؤمنون بديمومة لبنان، ولأسطورة أدونيس وعشتروت رمزيتها في الحب والموت والعشق ، وفي هذا الزمن باتت فئة ليست بقليلة من شعبنا العظيم صاحب الاساطير تنتظر كراتين الإعاشة بكل كبرياء ! والصراع قديم جديد بين أهل الحكم وموظفيهم على الصلاحيات بأنواعها ،  وبات آلهة الحكم في الميتولوجيا اللبنانية ينتظرون كلمة السر من الخارج ، نعم في لبنان تنطبق نظرية فرويد حول الضحايا الذين يعشقون جلاديهم فنحن شعب لا يعيش ولا يموت ولا أحد منا يدري أين يضع قدميه أو رأسه اليوم ونعيش بين الحياة والموت بعدما أعادونا الى العصر الحجري وهكذا إنضم حكام المال والسياسة  "آلهة الخراب"الى الميتولوجيا اللبنانية بعدما دمروا الاقتصاد وقضوا على آمال اللبنانيين .

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0