· 

المسجد الأزرق، متحف التاريخ في يريفان

من المباني القديمة والجميلة الموجودة في وسط يريفان المتبقي من الفترة الإيرانية
من المباني القديمة والجميلة الموجودة في وسط يريفان المتبقي من الفترة الإيرانية

يقع المسجد الأزرق في العاصمة الارمينية يريفان ، وهو مسجد شيعي شيده "حسين علي خان " حاكم يريفان الذي عينه نادر شاه في منتصف القرن التاسع عشر خلال فترة الحكم الصفوي ، وفي زمن السوفيات توقف المسجد عن العمل بشكل كامل وتحول إلى متحف للتاريخ  ، وبعد استقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفياتي تم تجديده بدعم من الحكومة الإيرانية وعادت النشاطات الدينية الى المسجد للسواح الايرانيين ، وهو حالياً المسجد الوحيد في أرمينيا ، وهو من المباني القديمة والجميلة الموجودة في وسط يريفان المتبقي من الفترة الإيرانية. يتميز بباحته الواسعة وحديقته ، وتقام فيه الصلاة وبعض الأنشطة ، ويتضمن مكتبة وستاً وعشرين غرفة صغيرة ومعارض صور وتحف فارسية.


تبلغ  مساحة المسجد ٧ آلاف متر مربع. وتبلغ مساحة قاعة الصلاة الأساسية 442 متراً مربعاً، وارتفاع المسجد 24 متراً وارتفاع القبة 20 متراً، وعدد المآذن 2 وعدد القباب 2 وطول المئذنة 24 متراً. تم بناء المسجد على يد المقاول بهادر شاه من العام 1764 الى العام 1768 وبعد عقود من بناء المسجد وقعت يريفان وأرمينيا الشرقية تحت سيطرة الأمبراطورية الروسية وفي هذه الفترة أهمل المسجد وتم استخدامه متحفاً لمدينة يرفان . ومن بين عشرة مساجد كانت موجودة في يريفان وحده المسجد الأزرق الذي صمد  ابان حكم الاتحاد السوفياتي ،  ولأنه ليس ضمن قائمة التراث الأرميني فيمكن للناس أن يعيشوا فيه. الى ان أعيد تجديد المسجد الأزرق وفتح أمام الزوار في العام 1999 وتم وضعه في قائمة اليونسكو للتراث العالمي ويبقى المكان الوحيد في أرمينيا الذي يتم استخدامه داراً للعبادة.


يتألف المسلمون في أرمينيا من إيرانيين وأعراق مختلفة ولا يتجاوز عددهم الألف نسمة فقط ، وهذه المعلومات تم الحصول عليها من المسح الديموغرافي والصحي ، كما أنه لا توجد أي إشارة لوجود الإسلام في البلاد بأعداد كبيرة ، ومع غزوات السلاجقة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، حل العنصر التركي في نهاية المطاف محل العرب والكرد ، ومع تأسيس الدولة الصفوية الفارسية، والدولة الأفشارية، والزندية والقاجارية، أصبحت أرمينيا جزءاً لا يتجزأ من العالم الفارسي الشيعي، مع الحفاظ على هوية مسيحية مستقلة نسبيًا. كما أجبرت الضغوط التي فرضت من قبل الدولة الإسلامية في الاناضول العديد من الأرمن على اعتناق الإسلام والاندماج في المجتمع الإسلامي للنجاة خلال سنوات الإبادة الجماعية  ،  إشارة الى فرار العديد من الاكراد المسلمين والأذربيجانيين خارج البلاد بسبب الحرب بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم قرة باغ بين الاعوام  1988- 1991 لكن الأكراد اليزيديين البالغ عددهم 70 ألف نسمة لم يغادروا.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0