يريفان مدينة القرون… والمدينة الوردية

جاء اسم مدينة يريفان من اسم حصن في فترة حكم اوراردو وتسمى (ايريبوني ) يعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون شخص ، وقد ازداد عدد سكانها بعد الحرب الاوكرانية الروسية وتهجير كرباخ وانتقال اهلها الى ارمينيا ، وقد شهد مركز المدينة وساحة الجمهورية تحديداً تطوراً  كبيراً في البنيان زمن السوفيات وتطورت معالمها ومبانيها كثيراً ، ويعود الفضل الكبير في ذلك للمهندس المعماري ألكسندر تامانيان الذي ترك بصماته الرائعة على يريفان لتصبح مدينة ساحرة ليلاً  ذات معالم كلاسيكية وشهرة واسعة ، ومن أهم الجواهر الجميلة في وسط المدينة هناك احياء يريفان القديمة ذات الطراز المعماري السوفياتي، إضافة إلى الكثير من المعالم الأرمينية الأكثر قدماً والتي بفضل ألوان حجارتها أصبحت يريفان تُسمى المدينة الوردية. وفي مركز المدينة يمكنك أن تشاهد الحياة الأرمينية المزدحمة بين الأسواق والمطاعم والأماكن الترفيهية المتنوعة، واهمها منطقة كينترون، قلعة اريبونى ومتحفها، حديقة النحت، منازل ماتنادران، المسجد الأزرق، محطة السكك الحديدية وغيرها من الأماكن السياحية الجذابة في المدينة .

وفي التاريخ  امتدت ارمينيا من البحر الاسود الى بحر قزوين على مساحة  ثلاثماية الف كلم٢ ، اما في يومنا تقع جمهورية ارمينيا على مساحة ثلاثين الف كلم٢ وحدودها جورجيا، اذربيجان، ايران، وتركيا. ولا تزال ارمينيا  تملك أكبر حضارت العالم رغم الغزوات التي كانت تشن عليها من قبل الفرس العرب ، المغول الرومان والبيزنطيين والتي مزقت اراضيها ، لكن عند وصول الملك دكران الكبير لعرش ارمينيا اصبحت تشغل المساحة الممتدة من بحر قزوين الى البحر المتوسط ومصر. وإبان الحرب العالمية الاولى وبسبب المجازر والقتل والتهجير انتشر الارمن في مائة وعشرين دولة حول العالم. ويبلغ  تعداد الشعب الارمني اليوم حوالي عشرة ملايين نسمة ، ثلاثة ملايين نسمة يعيشون في ارمينيا والباقون منتشرون حول العالم .

وتعتبر يريفان من اقدم مدن العالم ، ويشهد متحف ايريبوني للاثار بذلك ،وقد  تأسست هذه المدينة في العام 782 قبل الميلاد وهي اقدم من روما بتسعة واربعين عاماً ،وايريبوني معناه النصر ، نصر اركيشتي على الساحة العسكرية والسياسية والمعمارية على هضبة ارارات . كما يوجد في يريفان اربعون متحفاً  وما يقارب اربعة الاف تمثال وصرح تاريخي موزعة في عموم ارمينيا.ولا بد من الاشارة الى دير كيغارد الذي يقع شرق يريفان والمحاط بمجموعة من الخاتشكار (الحجر المنحوت بشكل صليب ) وكلها نحتت في مناسبات عديدة مثل الانتصارات العسكرية وذكرى الاموات او ذكرى احداث مهمة في البلاد، ويعتبر هذا الدير هو من اجمل الاديرة المنحوتة في الجبال والكهوف الارمينية ويعتبر  من الاماكن المفضلة لاقامة الاعراس.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️