· 

تسيتسرناكابيرد

النصب التذكاري للإبادة
النصب التذكاري للإبادة


تم افتتاح النصب التذكاري للإبادة الجماعية الارمنية "تسيتسرناكابيرد" في العاصمة يريفان في العام 1967 سبق ذلك قبل سنتين الاحتفال بالذكرى الخمسين للإبادة الذي رافقه العديد من المظاهرات في المناطق الأرمينية حيث طالب المشاركون فيها احترام ذكرى الضحايا ، وتلبية لمطالبهم قرر مجلس وزراء جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية  بناء النصب التذكاري لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة، وفي الرابع والعشرين من نيسان من كل عام يزور مئات الآلاف من الأشخاص هذا النصب ، كما يزوره وفود رسمية من مختلف دول العالم لإبداء احترامهم لذكرى الضحايا الأبرياء ، والنصب التذكاري للإبادة الجماعية الأرمنية مخصص لذكرى 1.5 مليون أرمني وقعوا ضحية للإبادة الجماعية الأولى على يد حكام الإمبراطورية العثمانية ، وقد أصبح  هذا النصب جزءًا لا يتجزأ من الهندسة المعمارية في يريفان حيث تنقل الخطوط العريضة للهيكل روح الأمة التي نجت من الإبادة الجماعية.


يقع النصب التذكاري على تلة وسط يريفان في ساحة مرصوفة بالبازلت، ويتضمن قاعة الذكرى ونصب النهضة. أما القاعة التذكارية هي عبارة عن مساحة محاطة باثني عشر قاعدة من البازلت المنحدرة ، وفي الوسط تم وضع الشعلة الأبدية لذكرى الضحايا ، وتقترب الأجزاء السفلية من الواجهات من بعضها البعض عن طريق سلالم تنحدر من جميع الجهات إلى القاعة، حيث محيط الواجهات "الحزينة" التي تنحني للشعلة الخالدة ، ومقابل القاعة التذكارية يوجد نصب هرمي شاهق يرمز إلى نهضة أرمينيا . ويعتبر العمود البالغ ارتفاعه 44 مترًا ميلادًا جديدًا للأرمن ،وفي الاام 1995  تم افتتاح متحف صغير تحت الارض حيث يمكن للزائر الاطلاع  على كل  أحداث العام 1915 من خلال الصور الفوتوغرافية وبعض المنشورات الألمانية ،


أما تهجير الارمن من إثنتي عشرة محافظة كانوا يعيشون فيها في ارمينيا الغربية ، فانه يتم تمثيلها في النصب في الواح جناحية جدارية ضخمة ممتدة نحو السماء، واحدة لكل محافظة، وجميعها تحيط بشعلة الخلود الأبدية بشكل دائري. وعلى الطريق في اتجاه النصب تم تدشين جدار بطول مئة متر  يضم أسماء كل القرى والمدن التي شهدت الإبادة الجماعية ، كما تم اقامة حديقة كبيرة يقوم الرؤساء والمشاهير بغرس الأشجار فيها وتحمل كل شجرة اسم صاحبها للتذكير بزيارتهم لنصب الشهداء. وفي التاريخ يحفظ الارمن للعرب الكثير من الوفاء لمساعدتهم  للنجاة من الموت حيث اهتموا بإيواء الارمن المهجرين وتولوا  إطعامهم، كما تمكن رجال الدين البروتيسانت في بعض الولايات التركية جمع الأيتام ونقلهم إلى لبنان ، والبعض الاخر الى اميركا ونجحوا في استعادة الكثيرين من البنات من دور الأيتام التركية، وجاء السقوط المروع للسلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، ليساعد الحلفاء في فرض شروطهم وإيقاف التنكيل بالأرمن وإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة وتوقفت عمليات الإبادة والتنكيل بمكرمة من الشريف حسين قائد الثورة العربية.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0