· 

المبادرة الميلاديَّة "اغسلني بكليتي، فأبيضّ أكثر من الثلج" من تنظيم مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة


 

نظَّمَ مكتب راعويَّة الشبيبة في الدائرة البطريركيَّة المارونيَّة مبادرةً ميلاديَّة بعنوان "اغسلني بكليتي، فأبيضّ أكثر من الثلج"، برعاية وحضور صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وذلك يوم السبت الواقع فيه 9 كانون الأول 2023، في مسرح الصرح البطريركيّ في بكركي. وقد جاءت هذه المبادرة تلبيةً لنداء الحبّ الذي وَلَدَنا بالحبّ لنحيا عمق إنسانيَّتنا بفعل محبّةٍ تحثُّنا للعمل دائمًا بتنبُّهٍ واجتهادٍ لسدِّ حاجاتِ إخوتنا وبثّ روح فرح رجاء ميلاد الرَّبِّ يسوع في قلوبهم. وقد أتت هذه المبادرة أيضًا استكمالاً لمسيرة رسالة المكتب بمبادراته الميلاديّة التي بدأت منذ انطلاقته بروحيّةِ مؤسِّسه المونسنيور الراحل توفيق بو هدير، الحاضر بشفاعة صلواته وبطيبِ ما زرعه في القلوب من محبّةٍ للرَّبِّ يسوع ولكنيسته وشبيبته وإخوته الصغار. وقد تميّزت هذه المبادرة بتكاتفٍ وتعاونٍ مُلفةٍ مع إدارة مستشفى الدكتور سرحال، إذ طالت إخوةً يخضعون لجلسات غسيل الكِلى، هادفةً لتقديم كلّ الدعم الروحيّ والماديّ لهم في مسيرتهم العلاجيّة الصعبة هذه.

استُهِلَّ الحفل باستقبال سيّد الصرح على وقع نشيد ريشريشوني، تلتها كلمةُ ترحيبٍ بالحضور. ومن ثمَّ، كانت كلمةٌ لأمين عام مكتب راعويَّة الشبيبة، السيّد كارلوس معوَّض، جاء فيها ما يلي: "... لا تَتَكاسَلوا في الاجتِهادِ، بل كونوا مُلتَهِبينَ فِي الرُّوحِ.. فَرِحينَ بِالرَّجاءِ.. مُتَعاوِنينَ على سَدِّ حاجاتِ القِدّيسين..  (روما 12 / 11 – 13). برغبةٍ رسوليَّةٍ مُتَّقدةٍ بالحبِّ وبإلهام روح الرَّبِّ فاحصِ القلوبِ والكِلى (إر 17/ 10)، عَمِلَ مكتبُ راعويَّةِ الشبيبةِ البطريركيّ بأمانةٍ لتلبيةِ دعوةِ بولسَ الرسول القائِلَة: "لا تتكاسَلوا في الاجتهاد"، فاجتهدَ شبيبةُ المكتبِ في التحضير لهذا اللقاءِ الأخويّ البَنَويّ بهِمَّةٍ ونشاطٍ وتفانٍ، يقودُهُم الروحُ بفرحِ الرَّجاءِ لِسَدِّ حاجاتِ إخوتِهِم القدّيسينَ. وها نحن نجتمعُ اليومَ مع إخوتِنا القدّيسينَ.. الأحبّاء... المُتنَبِّهينَ للعِمّانوئيل، اللهُ الحاضرُ معَهُم في خِضَمِّ مسيرةِ حياتِهِم المليئَة بالتحدياتِ والصعوبات، المُحتملينَ مسيرتَهُم العلاجيَّة بكُلِّ صبرٍ وإيمانٍ ووداعةٍ ورجاء، المُشْرِكِينَ آلامَهُم بآلامِ المسيحِ الخلاصيَّة، بثباتهم وانفتاحهم على نعمةِ اللهِ ومشيئتِهِ، قدّيسينَ اختارَهُم اللهُ لاختبارِ غِنى نِعمَتِهِ وغَمرَةِ احتضانِهِ، فمَعَ كُلِّ جلسةٍ علاجيَّةٍ، يمنحُهُم القوَّةَ والنِعمَةَ بغَسلِ الميلادِ الثاني أي حلولِ الرّوحِ القُدُسِ الذي يسكُبُهُ عليهم بيسوعَ المسيح، ليحتَمِلوا أوجاعَهُم ويولَدوا مَعَهُ مِن جديدٍ في فرحِ الرَّجاء. إنَّ القلبَ مُوَلِّدُ الجَسَدِ والكُلْيَتَينِ مِصفاتَهُ... والرَّبُّ وحدَهُ فاحصُ القلوبِ والكِلى، يَعلَمُ الخفايا ويدعونا مِنَ الحشا لنتَّحِدَ بِهِ اتحادًا أبديًّا، فكُلَّما كُنّا مُرتبطينَ ومُحتَضَنينَ بقلبِ أُمِّنا الكنيسَة، كُلَّما استطاعَت كُلْيَتانا أن تُنقّيا حياتَنا مِن نُفاياتِها مع الإبقاءِ على فوائدِ غذائِنا الروحيّ ثمرةَ حياةٍ وقوَّةَ استمرارٍ بالمسيح الذي جعلَنا شركاءَ في جسدِهِ السِّريّ. فمَهما أثقَلَتْنا خطايانا وأتعبَتْنا أمراضُنا، هو يغسِلُنا بزوفاهُ الطاهِرَة لِنَبيَضَّ أكثرَ مِنَ الثلج. هكذا نولدُ بكُلِّيَتنا مِن جديدٍ مع إشراقةِ كُلِّ شمسٍ، لأنَّنا لأنَّنا واثقونَ بلمسةِ شفائِهِ واحتضانِهِ لنا. لقد لبَّى مكتبُ راعويَّةِ الشبيبةِ دعوةَ بولسَ الرسولِ أيضًا للتعاوُنِ لِسَدِّ حاجاتِ القدّيسين، فتكاتَفَ مع إدارةِ مُستشفى الدكتور سِرحال ونظَرَ معها إلى حاجاتِ الإخوةِ الذينَ يخضعونَ لجلساتِ غسيلِ الكِلَى. وها هو التعاونُ يأتي اليومَ بالثِمارِ الطيِّبَةِ مِن خلالِ المبادرات والهدايا التي سيتضمَّنُها لقاؤنا. إنَّ المبادرات الميلاديَّة الشبابيَّة ليسَت بجديدةٍ في هذا الصرحِ المُبارَك، فلطالما نُظِّمَت هذه المُباردات طيلةَ سنواتِ رسالةِ المكتبِ مُنذُ انطلاقتِهِ، بقُبطانيَّةِ المونسنيورِ الراحِل "توفيق بو هدير"، الحاضِرِ معنا دائمًا بروحِهِ الطيّبَةِ وشفاعةِ صلواتِهِ. وها هي السُبحَةُ تستمِّرُ اليومَ مع مكتبِ راعويَّةِ الشبيبةِ بعنايةِ وإرشادِ المُشرِفِ على المكتَب الخوري جورج يَرَق الجزيلِ الاحترام. أودُّ أن أوجِّهَ التحيَّة أخيرًا، قبلَ أن نُشاهِدَ بعدَ لحظاتٍ تقريرًا مُصَوَّرًا حولَ انطلاقةِ مكتبِ الشبيبةِ بينَ العام 2011  و2014، إلى الشبيبةِ أعضاءِ اللجنةِ الذينَ ساهموا في إنجازِ هذا اللقاء على رأسِهِم الأُخت ميشلين منصور. كما أودُّ أن أوَجِّهَ جزيلَ الشُكرِ إلى القَيّمينَ على إدارةِ مُستشفى سِرحال مُثمِّنًا تجاوبَهُم المُلفِت واندفاعَهُم المُمَيَّز لإتمامِ هذه الرسالةِ الإنسانيَّة على أكملِ وَجه. فلتكُن بركةُ الرَّبِّ معنا دائمًا كي نوحِّدَ رغباتِ قلوبِنا برغبةِ قلبِهِ في كُلِّ عملٍ ورسالةٍ يدعونا لإتمامِها". وبعد الكلمة، كانَ عرضٌ لفيلمٍ قصيرٍ عن بدايات المكتب ومبادراته الأولى. تلته كلمةُ المُشرف على مكتب راعويَّة الشبيبة ومرشده، الخوري جورج يَرَق، جاء فيها: "صاحب الغبطة والنيافة أبينا، دكتور سرحال الأب، دكتور سرحال الإبن، إخوتي مرضى الكِلى، بإسم الشبيبة، شبيبة مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة في بكركي، وبإسمي الشخصي، أقول لكم أنَّ مرضكم هو نور، مرضكم يمكن أن تحملوه، مثل هذه الشمعة التي نحملها جميعنا الآن، لنُضيء به على الدنيا كلّها ولا نستحي به، ويسوع هو النور. لذلك، أردنا في ليلة عيد ميلاد يسوع الذي هو نور الدنيا، أن تكونوا أنتم نورنا، نور هذا المسرح البطريركيّ الذي أنشأه غبطة أبينا، ليكون نورًا ويُشِعّ على الكنيسة كلّها في كلّ مكان، لتكونوا أنتم بمرضكم نورًا لنا نحن الشبيبة الذين نظنّ أنّنا لسنا مرضى، لتكونوا أنتم يا إخوتي بالآلم الذين تحملونه، والذي هو ليس بصليبٍ بل نورٍ، لتكونوا شعاع الدنيا كلّها. لذلك، بإسم غبطة أبينا البطريرك، وبإسم الدكاترة، وبإسم كلّ الشبيبة في Bkerke Jeune، سأطلب منكم الآن أن تأخذوا الشمعة التي تحملونها بأيديكم، وسنُضيؤها الآن معًا. وعلى ضوء هذه الشمعة سنصلّي ترنيمةً. لقد تركنا الصلاة إلى منتصف الاحتفال عن قصدٍ، لكي نُضيء الآن شمعتنا، وعلى أنغام الترنيمة التي ستُنشدها ريتا بو صالح مع جميل توفيق، لهم جزيل الشكر، سنُصلّي ونطلب من طفل المغارة الذي كان نورًا للدنيا كلّها، أن يأتي ويُنيرنا مثلما أنارَ الواهبين المعطائين الذين لهم جزيل الشكر، ومثلما يُنير كلّ إنسانٍ يمكن أن يساعد في أن يصبح مريضٌ ما أقلّ مرضًا، وأن يصبح متألِّمٌ ما أقلّ تألُّـمًا. أقول لكم يا إخوتي، قال يسوع: كنتُ مريضًا فزرتموني، هذه الشموع هي علامة هذه الزيارة. نطلب منكم أن تُصلّوا الآن بمرافقة هذه الترنيمة، وبعد الترنيمة سنطفئ الشموع ونأخذها معنا إلى بيوتنا.. فهذه بركة من صاحب الصرح، من سيّدنا بشاره بطرس الراعي، بركة روحيّة لا تُقدَّر بثمن ماديّ. ضعوها أمام صورة يسوع، ضعوها أمام المغارة وصلّوا كلّ يومٍ ليسوع لكي يزورنا كما زارنا من خلال المحبّين والمُحسنين، دكتور سرحال وابنه، وهذا المستشفى العظيم. وليكون كلّ يومٍ لنا يوم ميلادٍ ويوم نورٍ جديدٍ ليسوع، آمين". ومن ثمَّ، أنشدَت المُرنِّمة ريتا بو صالح الترنيمة يُرافقها بالعزف الأستاذ المهندس جميل توفيق. وبعد محطة الصلاة هذه، كانت كلمةٌ للمدير العام لمستشفى سرحال، الأستاذ جورج الغول، جاء فيها: "صاحب الغبطة والحضور الكريم، هذه المبادرة التي قمنا بها بالتنسيق والتعاون مع مكتب راعويّة الشبيبة في بكركي، هي جزءٌ من واجبٍ يُمليه علينا ضميرنا وحِسُّنا الإنسانيّ ونظرتنا إلى التعاون مع الكنيسة، التي هي دعامة أساسيّة من دعائم هذا الوطن العزيز. سنظلّ على هذه الدرب  لنُكمل مهامنا علَّنا بذلك نُضيءُ شمعةً في هذا الظلام. صاحب الغبطة وأصحاب السيادة، بين بكركي بصرحها الجليل ومستشفى سرحال، وحدة رؤيةٍ ووحدة نظرةٍ إلى المريض الذي يشكو ويئنّ، والذي عصفت به الظروف القاسية التي يمرّ بها الوطن. من هنا انطلقت فكرة دعم مريض الكِلى بالتنسيق المباشر بين مكتب راعويّة الشبيبة ومستشفى سرحال الذي أخذ على عاتقه منذ تأسَّسه من خمسين سنة أن يكون في خدمة المريض المتألِّم في المتن وفي كلّ لبنان. بإسمي وبإسم الدكتور سمير سرحال وبإسم الدكتور مخايل سرحال وإدارة المستشفى، تحيّة تقدير لكلّ الجسم الطبيّ والتمريضيّ في هذا المستشفى، وتحيّة للصرح البطريركيّ ممثَّلاً بصاحب الغبطة والذي أُعطيَ له مجد لبنان". وبعد ذلك، كانت وقفةٌ ترنيميّة مع ريتا بو صالح، تلتها كلمةٌ لغبطة البطريرك جاء فيها: "أيُّها الأحباء جميعًا، أنا أعتبر أنَّ هذا اللقاء ليس من أجمل اللقاءات، لكنّه بين غيره هو اللقاء الأجمل، لأنَّني ألتقي فيه بكلّ وجه الإنسان: الإنسان بألمه والإنسان بمحبّته والإنسان المنفتح على غيره. لقد أُقيم الكثير من الحفلات والكثير من اللقاءات والكثير من النشاطات للشبيبة في بكركي، لكن يمكنني القول أنّ هذه الذروة. شكرًا للشبيبة وشكرًا للذين مكَّنوا الشبيبة من القيام بهذا المشروع، مستشفى سرحال، صاحبه والمدير وكلّ العاملين . أودّ أن أُحيي المستشفى بإدارته، بأطبّائه، بكلّ العاملين فيه، بمرضاه الحاليين والذين سيزورونه. منذ زمنٍ ونحن نعرف هذا المستشفى، ولكنّنا اليوم عرفنا المستشفى بوجهه الإنسانيّ الذي اختبرناه نحن. نحن نعرف مستشفى سرحال، ونقول هذا مستشفى سرحال، لكن اليوم أعطيتمونا أمرًا مختلفًا، أعطيتمونا الوجه الحقيقيّ الأساسيّ وهو روح خدمتكم للمريض، وهذا ما مكَّن الشبيبة من أن يكونوا قادرين على اختيار هذا البرنامج، هم الذين لديهم دائمًا ابتكارات يبلغونها، فالرَّبِّ أعطاهم ذلك، فالشبيبة أعطاهم الرَّبُّ الإبتكار، قوَّة الإبتكار، حتّى تمكّنوا من الوصول إلى مستشفى سرحال للقيام بهذا المشروع الذي نلتقي اليوم فيه حول أحبّائنا إخوتنا الذين يخضعون لعلاج غسيل الكِلى، والذي أودّ أن أُحييهم تحيّة كبيرة للغاية من كلّ القلب. أنتم تعلمون، وهم يعلمون، وكلّ إنسان يعلم أنّ كلّ إنسان منّا بأي حالةٍ كان، إن كانت حلوة أم مُرَّة، إن كانت إيجابيّة أم سلبيّة، يبقى بحاجةٍ لِـمَن يسنده. اليوم، نحن مع الشبيبة، أحببنا أن نقول لإخوتنا، شُفيتُم كُليًّا؟! هذه صلاتنا حتّى يشفيكم الرَّبّ. تركتُم غسيل الكِلى؟! إن شاء الله بأسرع ما يمكن. لكنّني أعتقد أن هناك تعزية في قلوبكم لا أحد يعرفها إلّا أنتم. هنا أريد أن أقول أنّ الشبيبة لديهم دائمًا إبتكارات، يُعطيهم أيّاها الرَّبّ لأنّهم شبيبة لديهم إبتكارات لا أحد يُعطيها! يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني: سلِّموا الشبيبة، وانظروا ما يستطيعون أن يُعطوكم. نحن نظنّ أنّ الشبيبة لا يعرفون، وأنّ الشبيبة ليس لديهم معرفة بهذه الأمور. قال لهم لا لا، أعطوهم للشبيبة، فالشبيبة لديهم دائمًا الابتكارات، لديهم نظرة، لديهم  شجاعة، لديهم قوَّة، لا يتعبون، يركضون كلّ النهار وكلّ الليل، لا وجود للتعب في قاموسهم، ففرحهم أن يُعطوا. هنا أوّد أن أقول كلّ الشكر لمكتب راعويّة الشبيبة الذي يُتحفنا كلّ مرَّةٍ بأمرٍ جديد، ولكنّ اليوم أعطيتمونا الأجدّ. لا أعرف ماذا ستعطوننا لاحقًا، لكنَّكم أعطيتمونا الأجدّ، خاصّةً أنكم أردتم أن يكون هذا اللقاء في زمن الميلاد. وعندما نقول نحن ولد المسيح هللويا، يعني ذلك مع المسيح ولد النور الذي يكشح كلّ ظلمات الحياة وهكذا كانت هذه الشمعة المُضاءة التي حملناها تعبيرًا أنّ مع المسيح لا وجود للظلمات، مع المسيح هناك نور، وليس بالصدفة ولد في قلب الليل، في عتمة الليل، وكسر الظلمة، ظلمة المرض، الظلمة السياسيّة، ظلمة الفقر، ظلمة الحرب، وهلمَّ جرا... كلّ شخصٍ منّا لديه ظلمته الخاصّة، وإخوتنا الذين يخضعون لجلسات غسيل الكِلى لديهم أيضًا ظلمة وجعهم، ظلمة همّهم، لكنّ يسوع هو نوركم. هو يعرف كيف يكلّمكم، هو يعرف كيف يكون معكم، وحده يعرف أن يقول الكلمة التي تحتاجون سماعها، إلى جانب المستشفى وما يقدّمه المستشفى، مستشفى سرحال، إلى جانب المسؤولين عن القسم الذي فيه غسيل الكِلى، إلى جانب محبّتهم وخدمتهم. ولا أحد يعرف المستشفى سوى مَن يدخله. نحن نقول هذا مستشفى، لكنّنا نعرف المستشفى بحق عندما ندخل إليه، ونشعر أن كلّ المستشفى هو يخصّني أنا المريض، وكلّ مَن فيه في خدمتنا. هذا ما اختبرناه شخصيًّا، وأنتم تختبرونه اليوم. لذا أودّ أن نشكر الرَّبَّ على المستشفى عامّةً وعلى مستشفى سرحال، وبشكلٍ خاص على هذه المبادرة التي تقومون بها. أحباؤنا المصابين بداء الكِلى، أودّ أن أقول لكم أن محبّتنا الكاملة معكم، ونودّ أن نقول لكم أنّنا إلى جانبكم وإلى جانب عائلتكم، وأنّ هذه المبادرة التي قام بها شبيبتنا لا تقف عند حدودها الصغيرة. هذه المبادرة مدعوّة أن تكبر. نحن في الشتاء، نحن في زمن الثلج، لذلك سنعتبرها كرة ثلج ستكبر وتكبر وتكبر حتّى نكون إلى جانبكم ومعكم. صلاتنا أن يشفيكم الرَّبّ، لتحيوا بفرحٍ مع عائلاتكم وفي بيوتكم من جديد. أنتم موضوع صلاتنا. إنّ صلاتنا اليوميّة هي بكلّ حال صلاة لشفاء المرضى، هكذا نُصلّي كلّ يوم في القداس شخصيًّا، ما عدا ما نُصلّيه ككلّ جمهوريًّا. لكنّني اليوم أودّ أن أقول لكم أنكم أصبحتم موضوع صلاتنا الخاصّة، وسنقول ونُسمّيكم أنتم الذين تخضعون لعلاج غسيل الكِلى في مستشفى سرحال اليوم وغدًا وفي كلّ وقت. ولشبيبة مكتب راعويّة الشبيبة في الكرسي البطريركيّ، أودّ أن أقول شكرًا لمبادرتكم، أنتم تُعطوننا درسًا كلّ مرَّةٍ بمبادراتكم. الأخت ميشلين من جمعية راهبات القديسة تريز للطفل يسوع  لها اليد الطّولى في هذه المواضيع، وأنت تعلمين أنّ القديسة تريز الطفل يسوع قالت: أنا مكاني في الكنيسة. أنا اكتشفت مكاني في الكنيسة. أنا في الكنيسة سأكون المحبّة. وهكذا هم شبيبتنا. شكرًا لكم الشبيبة. شكرًا  لكم مستشفى سرحال، إدارة وأطباء وممرّضين وممرّضات وموظّفين. الرَّبّ فتح أمامنا اليوم هذا الطريق الحلو. ميلاد هذه السنة ميلادٌ مميّزٌ جدًّا لأنّه يحمل معانٍ بعيدةٍ وعميقةٍ للغاية. ولد المسيح.. هللويا". ومن ثمّ، تمّ تسليم الهدايا التذكاريّة من قبل غبطته والخوري المشرف على المكتب وأمينه العام إلى إدارة مستشفى سرحال، بشخص صاحبه الدكتور مخايل سرحال ومديره العام الأستاذ جورج الغول. كما وزّع غبطته على الإخوة المرضى المسبحة البطريركيّة المباركة وبطاقاتٍ استشفائيّة مجانيّة مع كتاب الراوي جورج يَرَق. وكان هناك شكرٌ خاص للأستاذ أكرم الحلبي صاحب شركة فينيسيا للأدوية والمعدّات الطبيّة على مساهمته الكريمة في تحقيق هذه المبادرة الميلاديّة المميّزة. وفي الختام، بعد التقاط الصور التذكاريّة وتوزيع الهدايا على أنغام الترانيم الميلاديّة، تشارك الجميع نخب المناسبة.


Write a comment

Comments: 0