· 

يوم عيد الشموع ترندز وديرنت آراخ

مجموعة من الأشخاص ترقص حول شعلة من النار
مجموعة من الأشخاص ترقص حول شعلة من النار

تحتفل الكنيسة الأرمنية بيوم عيد الشموع Diarnt'arach (Trndez)  وتبدأ الإحتفالات في ليل الثالث عشر من شهر شباط أو في وقت مبكر من يوم الرابع عشر منه من كل عام ، وهو أحد أكثر الأعياد المحبوبة لدى الارمن حيثً يقومون  بإشعال النار والالتفاف حولها والقفز فوقها ، والاحتفال بـ "ترندز" هو عيد وثني في الأصل ويرتبط بعبادة الشمس ، اي النار في أرمينيا القديمة قبل المسيحية، وكان يرمز إلى قدوم الربيع والخصوبة. وتهدف الاحتفالات إلى تعزيز حرارة الشمس، والقضاء على البرد بفضل اشعال النار ، وفي الأصل كانت النار ترمز إلى ولادة فاهاجن، كما يعتقد الارمن  ان قفز الشابات فوق النار يساعدهنً على انجاب أطفال ذكور أقوياء وأذكياء. وتحتفل بهذا العيد البهيج جميع المقاطعات والقرى الارمينية كذلك العاصمة يريفان، ويشارك في الاحتفالات جميع افراد العائلة وتحديداً المتزوجون حديثًا حيث يشعلون النيران في ساحات منازلهم، ويصنعون دوائر يدورون حولها ، وفي النهاية يقفز المتزوجون حديثاً فوق النار ، وفي هذا اليوم عادة ما تتلقى النساء المتزوجات حديثاً هدايا من حمواتهنّ.


ووفقًا لطقوس الكنيسة، يذهب المؤمنون إلى الكنائس ويعودون بالشموع مضاءة إلى عائلاتهم ، ويعتبر هذا عيدًا مسيحيًا للعرائس والعائلات . وتعتبر الكنيسة الارمنية اليوم على لسان الكاهن تير آدم ماكاريان: “إن تقليد إشعال النار يشبه نور الرب ودفئه، ويجب عدم الخلط بينه وبين الطقوس الوثنية " وهذا يتوافق مع تفسير غريغور تاتيفاتسي، كما يأخذ المؤمنون غصنًا مضاءً من النار المباركة المخضرمة في باحة الكنيسة يضيئون شموعهم بها ، مع فكرة أنها ستضيء عامهم حتى يوم Diarnt'arach التالي . في التقاليد القديمة، يتم إشعال النار في وسط القرية، والتي يتم اشعالها باستخدام الأخشاب التي يجمعها القرويون، والتي سيأخذونها لاحقًا لإشعال النيران الخاصة بهم على أراضيهم. وعلى هذا النحو تشتعل في هذه الليلة، ساحات القرى بالنار المبهجة.


كما يتم إشعال النار في الساحات من قبل الفتيات المخطوبات بحضور أمهات أزواجهن المستقبليين ويترافق ذلك مع إحضار البذور المحمصة والحلويات والأوشحة والحلي، وفقاً للتقاليد الأرمنية القديمة، لم يكن للشاب المخطوب الحق في رؤية زوجته المستقبلية قبل الزواج ، ولكنه في هذا اليوم يسمح له الاستمتاع بصحبتها وقضاء وقت ممتع معها . ويوضح القس تير ماركوس مانغاساريان "أن القفز فوق النار يرمز إلى الفرح والسعادة للشباب والعائلات المتزوجين حديثاً، ولا علاقة له بخرافة الناس في التخلص من التهديدات والمصائب وتحقيق الأمنيات، لأن المعتقد الديني الصحيح يتناقض مع الخرافات." وهكذا تقر الكنيسة الارمنية ان عيد الشموع  يرمز إلى تقديم الطفل يسوع  البالغ من العمر 40 يومًا إلى الهيكل في أورشليم وتمجيد عبارة سمعان "نور ينير الأمم". وهذا نداء لجميع المؤمنين لتنفيذ إرادة الله. وفي صباح يوم العيد (14 شباط)، تُقام القداديس الإلهية في الكنائس الأرمنية حول العالم، تليها مباركة للشباب المتزوجين حديثاً.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0