· 

اربعمائة طن من عظام الارمن للاستعمال الصناعي


‎أدت كارثة آسيا الصغرى أو ما يعرف بالإبادة الجماعية إلى استشهاد ما يقارب المليون ونصف المليون مواطن وتشريد الملايين، وحدثت جريمة أخرى فظيعة ارتكبها العثمانيون بعد حدوث المجازر وبقيت غير معروفة لسنوات طويلة وهي بيع عظام الشهداء الارمن الى المختبرات الفرنسية لأجل استعمالها في الصناعة . ووفقاً للتقارير تم نقل اربعمائة طن من العظام البشرية، وهو ما يعني عظام خمسين الف شهيد إلى مرسيليا مروراً باليونان للاستخدام الصناعي، وحدث ذلك في يوم الثالث عشر من شهر كانون الاول 1924، حيث وصلت السفينة "زان"  التي تحمل العلم البريطاني إلى ميناء اليونان ، وعندما عرف العمال بأمر العظام انتقل الخبر وسارت مظاهرات في المدينة من قبل اللاجئين الذين طلبوا الاستيلاء على الشحنة.


‎وفي التفاصيل كشف مركز أبحاث يوناني، عن نقل رفات بشرية تعود لضحايا الإبادة الجماعية بحق الأرمن إلى فرنسا من أجل استخدامها في تصنيع السماد، ونقل مركز الأبحاث المتخصص في البحث عن أصول الإبادة الجماعية للأرمن اكتشاف المؤرخ اليوناني فالسيز أجتزيدس لثلاثة تقارير صحفية تعود إلى العام 1924توضح كيف أرسلت إدارة مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، اربعمائة طن من الرفات البشرية –حوالي خمسين ألف جثة بشرية- إلى ميناء مرسيليا الفرنسي على متن سفينة ترفع علماً بريطانياً ، وأظهرت التقارير المنشورة في صحف «نيويورك تايمز» الأمريكية، و«ميدي» الفرنسية، و«مقدونيا» اليونانية، أصل الرفات التي نقلتها تركيا من ميناء مودانيا المُطل على بحر مرمرة في تركيا ، وذكر المؤرخ فالسيز أن بقايا تلك الجثث كانت مخصصة للاستخدام الصناعي . 


‎ وعملية تحويل عظام البشر إلى سماد لم يكن جديدًا في القرن التاسع عشر، فقد وقعت عمليات شبيهة، أبرزها ما جرى بعد معركة واترلو التي كتبت الفصل الختامي لإمبراطورية نابليون بونابرت في العام 1815، وبحسب تقرير لروبرت فيسك في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فأنه بعد معركة واترلو، تم شحن عظام مقاتلين بريطانيين وفرنسيين وبروسيين، إلى مدينة هال البريطانية، لاستخدامها كسماد في زراعة الأراضي الخضراء في إنكلترا.كما كشفت دراسات أجراها الباحث جو تورنر، استنادًا لادلة موثوقة تشير إلى نشاط تجارة الرفات البشري دوليًا خلال القرن التاسع عشر ، وتؤكد صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تولي  سفينة زان" نقل العظام البشرية الخاصة بضحايا الإبادة الجماعية للأرمن  الى ميناء مرسيليا، ثم جرى نقلها إلى الشركات المصنعة هناك. كما نشرت صحيفة «ميدي» الفرنسية، تقريرًا يحمل عنواناً «الشحنة الجنائزية»، 

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0