· 

معركة ساردارابات وبطولة الشعب الارمني


‎في الثامن والعشرين من شهر أيار من كل عام يحتفل الشعب الأرمني بإنتصارات أيار المجيدة ضد العثمانيين ، ويقومون بزيارة النصب التذكاري لمعركة "سارداراباد" المكرس للمعركة التاريخية ، ولإنتصارات شهر أيار من العام 1918 نكهتها الخاصة يُعلمها الاباء للابناء"ايام كان هناك انتصارات"بعدما إعتاد شعب ارمينيا على الهزائم ! . فماذا حدث في ساردارابات ؟ بدأ العثمانيون بالزحف نحو ارمينيا الشرقية بهدف القضاء على ما تبقى من الشعب الارمني خاصة بعد ثورة 1917 في روسيا واستلام البلاشفة زمام الحكم وما تبعه من سحب للقوات الروسية من جبهة القوقاز ليبقى الأرمن وحيدين دون سند ، بكل الأحوال رفض الأرمن الاعتراف حينها بسلطة البلاشفة وانسحب العديد من الضباط والقادة العسكريين منهم من الجيش الروسي وباشروا فوراً بتشكيل وحدات قتالية أرمنية لتحل محل القوات الروسية المنسحبة والوقوف بوجه الزحف العثماني. وتعتبر معارك “ساردارابات  وباش وأباران وغاراكيليسيه" معارك مصيرية بالنسبة للأرمن خاصة انها اتت بعد ثلاثة اعوام من الابادة الجماعية لشعب ارمينيا الغربية ، ومحاولة افناء شعب بأكمله من الوجود


‎ وتعتبر معركة ساردارابات أهم منعطف مصيري في تاريخ الشعب الأرمني، وتعد الانتصار الأكبر ضد الجيش العثماني انذاك حيث اكتسب الارمن الحق في العيش والدفاع عن أرضه التاريخية وإنقاذ البشر ، وقد نفذت هذه الأعمال البطولية من قبل  الشعب الذين تصرفوا بتنظيم وشجاعة وتضحية وإرادة ثابتة ، كما يشهد التاريخ لهم أنهم تصرفوا ايضاً بمستوى عالٍ من الوعي الوطني والمسؤولية التاريخية ، وفيما انتهت كل هذه المعارك بالنصر، 

‎وتكللت بالاستقلال الاول لأرمينيا في العام  1918 ، إنما عمر جمهورية أرمينيا الأولى كان قصيراً ولم يتجاوز العامين فقط، لتعود بعدها الى حضن جمهوريات الاتحاد السوفياتي في العام 1920  ، وفي 21 ايلول  من العام 1991 استعاد الشعب الارمني استقلاله وقامت الجمهورية الثانية وهي جمهورية ارمينيا الحالية. 


‎يقع النصب التذكاري في مكان المعركة، وهو من الحجر الخاص بأرمينيا الذي يدعى “الدوف”. ويضم النصب ثيران مجنّحة وأجراس النصر المهيبة، ويرمز الثور الى القوة والثبات والاخلاص ، وفي النصب تظهر الثيران وهي تحمي أبراج الأجراس التي بدورها تمثل مثوى الأبطال ، ويبلغ ارتفاع أبراج الأجراس 35 متراً، وتحمل نقوشاً جميلة ومعبّرة ، وتتموضع بشكل متدرج، وقد تجزأت الى اربعة دعائم حيث تتكشف السماء الزرقاء من خلال الفراغات ، وتتدلى الأجراس على ثلاثة محاور . بني النصب في العام 1968بمناسبة مرور خمسين سنة على النصر حسب التصاميم التي وضعها المهندس رافايل اسراييليان، ويضم النصب أيضاً المتحف الخاص بالمعركة.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0