· 

محطة ميتسامور للطاقة النووية … نعمة أم نقمة


‎ يوجد في العالم  412 مفاعل نووي قيد التشغيل في الوقت الراهن ، وذلك وفقاً لتقرير هيئة الطاقة النووية العالمية ، وفي ارمينيا توجد محطة ميتسامور للطاقة النووية التي تحتوي على مفاعلين نوويين، بدأ أولهما العمل في العام 1976والثاني في العام  1980كل واحد منهما يتشكل من وحدتين ، ويطالب جيران ارمينيا بضرورة إغلاق هذه المحطة بشكل عاجل ، بسبب خطرها على خمس دول، بما فيها أرمينيا ولبعدها 16 كلم عن تركيا، و60 كلم عن إيران و120 كلم عن كل من أذربيجان وجورجيا ، وتقع المحطة في منطقة زلازل على غرار محطة فوكوشيما النووية في اليابان ، وعقب زلزال 1988، الذي كانت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر جرى إغلاق المفاعلين، كتدبير احترازي، إلا أن أرمينيا أعادت العمل بهما في العام 1993 لأسباب اقتصادية ،وفي العام 2014، تم تنفيذ برنامج تمديد فترة تشغيل وحدة الطاقة رقم 2، ونتيجة لذلك تم تمديد فترة تشغيلها حتى عام 2026 ، وقد تم تنفيذ أعمال تحديث وإعادة تجهيز واسعة النطاق في محطة الطاقة النووية بتكلفة حوالي 189 مليون دولار أمريكي من أموال القروض والمنح الروسية ، بالإضافة إلى 63.2 مليار درام ارمني من الحكومة الارمينية


‎ومع الأخذ في الاعتبار أعمال التحديث المكتملة فمن المخطط أنه من خلال القيام بأعمال إضافية سيكون من الممكن تمديد مدة تشغيل وحدة الطاقة رقم 2 في محطة الطاقة النووية لعشر  سنوات أخرى من العام 2026 حتى العام 2036 ، وكانت هذه المحطة قد أنشأت في الحقبة السوفياتية في منطقة زلازل ناشطة، ودون احتوائها على باب حماية خارجي، أو أي تدابير ضد الزلازل المحتملة؛ لذا يعتبرها جيران ارمينيا إنها أخطر محطة نووية في العالم، وأنها أسوأ محطة أنشأها الروس وأن تقنياتها باتت قديمة ، فضلاً عن أن تصميمها يحتوي على أخطاء خطيرة ، وهي تبعد مسافة 35 كلم عن مدينة يريفان العاصمة الأرمينية ، وبنيت بالتزامن مع محطة تشيرنوبل خلال السبعينيات ، وفي ذلك الوقت كان مفاعل ميتسامور يوفر الكهرباء للاحتياجات المتزايدة للاتحاد السوفياتي الشاسع، والذي طمح يوماً لتوليد 60 في المئة من احتياجاته من الكهرباء عبر الطاقة النووية بحلول العام 2000. 


‎على ان آلية عمل المفاعل النووي تتم بحدوث التفاعل النووي المتسلسل عندما تمتص نواة اليورانيوم نيوتروناً مما يؤدي إلى انشطاره مطلقاً كمية هائلة من الطاقة ممثلةً بعدد من النيوترونات الحرة تصطدم بدورها بذرات يورانيوم أخرى محدثةً المزيد من عمليات الإنشطار وكمية عالية من الطاقة الحرارية ، وتؤدي الحرارة الناتجة عن التفاعل إلى تسخين الماء وإنتاج البخار الذي يحرك التوربينات وتعمل المولدات على تحويل الطاقة الحركية إلى كهربائية.وفي العام 1988 تغير كل شيء عندما ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة منطقة سبيتاك وألحق خسائر فادحة وتسبب في مقتل نحو 25 ألف شخص ، عندها سارعت السلطات الى إغلاق المحطة النووية بسبب المخاوف المتعلقة بعوامل السلامة والأمان، وعاد كثير من العاملين بالمحطة إلى مسقط رأسهم في بولندا وأوكرانيا وروسيا ، ويعلق بعض المواطنين الارمن ربما بالمزاح في ردهم على طلب اقفال محطة الطاقة النووية هذه ، بأنها سلاح دفاعي بالنسبة لهم ، ويرفضون ازالتها ، وهم خائفون لأنه في حالة الحرب الوجودية، أي في حالة الوجود أو عدم الوجود، لا يُستبعد أن يقوم الأرمن أنفسهم بتفجير محطة الطاقة النووية ودفن المنطقة إلى الأبد ، وبعيدًا عن المزاح فأن جميع جيران أرمينيا خائفون من ذلك 

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0