· 

نوافير بولبولاك


البولبولاك هو نصب حجري صغير، عادة ما يكون ارتفاعه بحدود المتر او اقل تقريباً، يتم تزويده بأنبوب تتدفق منه مياه الشرب الى الاعلى، والمياه المتدفقة غالباً ما تكون قادمة من ينابيع جبلية ، بعض البولبولاك يتم نصبه لذكرى احد الاقارب المتوفين ،وفي الاونة الاخيرة تم استحداث العديد منه لذكرى الجنود الذين استشهدوا في الحرب، وعندما يشرب المارة من مياهه يباركون الشخص الذي نصب لاجله ويترحمون على المتوفي . أول بولبولاك ظهر في شوارع يريفان كان في العام ١٩٢٠ ، ومع مرور الزمن اصبح شائعاً ومنتشراً في كل ضواحي المدينة ومعظم المدن الارمينية ، كما اصبح مكاناً مناسباً للقاء الاصدقاء بقربه، وكلمة بولبولاك ( Pulpul-ak ) هي كلمة عامية لم أجدها في القاموس، ويقال أنها مشتقة من صوت الماء المتدفق من النافورة ( همهمة المياه ) ( Pul pul ) ملحق ب ( ak ) لتصبح ( Pul pul ak ) والتي تعني مصدر الماء. ونادراً ما يشار اليها بالاسم الارمني الحقيقي والذي هو ( tsayt aghbyur ) والذي معناه بخاخ الماء ( ցայտաղբյուր ).


‎تنتشر نوافير المياه العذبة في كل أنحاء 

‎ارمينيا وخاصة في مدينة يرفان ، وهي جزء مهم من الثقافة الأرمنية ، وهناك العديد من الأساطير المرتبطة بها ، وغالباً ما يتم بناؤها عندما يولد او يموت انسان فهي رمز للحياة والموت   فحين يتقدم الشخض ليشرب المياه من النافورة ينحني قليلاً لاظهار احترامه للرجل الذي بني من أجله ، ولعل أقدم وأشهر نوافير الشرب في يريفان تقع في قلب ساحة الجمهورية ويطلقون عليها اسم  "الينابيع السبعة" / يوتنا غبيور / حيث يمكن لسبعة أشخاص الشرب منها في وقت واحد ، كما ان هناك العديد من الأسرار المرتبطة بهذه النوافير حيث يبدو لك جلياً رؤية النقوش عليها ومعرفة الوقت من خلال أطرافها ، فهي مصممة لتكون بمثابة ساعة شمسية، ويوجد حرف أرمني في كل ثقب من الثقوب 


‎اضافة الى نوافير الشرب في يرفان ، هناك نوافير المياه الراقصة التي تم تجديدها في العام ٢٠٠٧ وتجهيزها باضواء ومؤثرات صوتية حديثة يتم التحكم بها بواسطة الكومبيوتر ، بحيث تبدو هذه النوافير وكأنها ترقص على أنغام الموسيقى العالمية ، ويخلق عرض الماء والضوء والصوت مشهداً سحرياً رائعاً يتماهى مع هيبة ساحة الجمهورية ، وهي الساحة المركزية في يريفان التي تتكون من قسمين: القسم الاول هو دوار بيضوي والقسم الثاني هو على شكل شبه منحرف يحتوي على بركة فيها النوافير.‏ وساحة الجمهورية هي من الاماكن الممتعة في العاصمة يريفان ، وكانت قد سُميت خلال الحقبة السوفياتية بساحة لينين، وكان تمثال لينين يقف في الميدان، وبعد استقلال أرمينيا في العام ١٩٩١ تم إزالة التمثال واعادة تسمية الساحة بساحة الجمهورية . 

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0