· 

سايات نوفا … ملك الأغنية الأرمنية


سايات نوفا(بالأرمنية: Սայաթ-Նովա)‏، هو الاسم المستعار له ، واسمه الحقيقي هاروتيون صياديان ، ولد في العام 1712 في العاصمة الجورجية تبليسي لأب من حلب وأم جورجية ، وسايات نوفا هو اللفظ الأرمني الشرقي للقبه صياد الألحان أو سيّد الألحان ، أتقن سايات نوفا منذ صغره لغات عديدة ومنها العربية التي استعمل الكثير من مفرداتها في أغانيه ونظم أغاني باللغات الأرمنية ، التركية ،  الآذرية ، الجورجية والفارسية. وهو الشاعر الأرمني المتجول المعروف بأغاني الحب ، عمل سايات نوفا في بداية حياته في الحياكة ، ثم أصبح فيما بعد من العام 1750 الى العام 1765 منشداً للاغاني في القصر الملكي لملك جورجيا إيراكلي الثاني وأتهم بعلاقة عاطفية مع شقيقة الملك الجورجي وقضى عمره هائماً بها ينشد لها الأغاني، الى ان قرر الترهب وعاش في أحد الأديرة حتى وفاته. 


سميت مدينة سايات نوفا في أرمينيا على اسمه ، بالإضافة إلى العديد من الشوارع والساحات والمدارس والفرق الموسيقية حول العالم ، وفي العام 1968 قدم المخرج سيرغي باراجانوف  فيلم "لون الرمان" الذي يعتبر من روائع السينما العالمية ، والذي يدور حول سيرة حياة سايات نوفا ولكن بأسلوب سرد سينمائي غير روائي ، معتمداً على التجريد والغموض بشكل كلي ،ولكن بطريقة فنية من الابتكارات والارتجالات الإبداعية والاستعارات الأسطورية ، وعلى الرغم من ذلك فقد أزعج الفيلم السلطات السوفياتية انذاك ، ويعتبر الشعب الارمني سايات نوفا شاعراً عظيماً قدم مساهمة كبيرة في الشعر والموسيقى الأرمنية في زمانه ، وعلى الرغم من أنه عاش حياته كلها في مجتمع شديد التدين، إلا أن أعماله في الغالب هي علمانية ومليئة بالتعبيرية الرومانسية. وفي العام 1795 استشهد الكاهن سايات نوفا عن عمر 85 عاماً اثناء مقاومته في دير حاجبات ضد غزو شاه ايران  آغا محمد خان قاجار لمنطقة القوقاز ، ودُفن في كاتدرائية القديس جاورجيوس في تبليسي ، اشارة ان سايات نوفا قدم حوالي 220 أغنية، وربما كتب آلاف الاغاني التي لم تبصر النور .


وأكثر ما يذكر “صياد نوفا” في أغنياته شخصيات قصة “ليلى والمجنون” إحدى أشهر الإبداعات في الأدب العربي التي تتحدث عن بطليها ليلى الجميلة وعاشقها الشاعر المجنون ، وتم إعادة صياغة قصة “ليلى والمجنون” من قبل عدد من الشعراء ولاقت انتشاراً واسعاً بفضل هؤلاء. وتجسد قصة “مجنون ليلى” الحزينة مأساة عاشقين في ظروف سادت فيها التقاليد والأعراف ، وموضوع هذه القصة المأساوية كان قريباً جداً من روح شاعر الحب “صياد نوفا”. من هنا يذكر في أشعاره دائماً شخصية ليلى كمثال للجمال والإخلاص، أما المجنون فهو المثال النادر للعاشق ، وفي أبيات أخرى يقارن حاله بحالة مجنون ليلى،  ويبني “صياد نوفا” هذه المقارنة على أساس أنه هو أيضاً كالمجنون وهو شاعر من الطبيعة ونار متأججة ولا يمكن مقاومتها.  والنموذج الإبداعي الثاني الذي لفت أبطالها انتباه “صياد نوفا” هو الحكاية الشعبية “خوسروف وشيرين”، أو “فهرات وشيرين” والتي راح يذكرها في أغنياته، والحكاية تتناول موضوع الحب في إطار النثر المغنى. وقد ذكر اسم بطلة الحكاية “شيرين” في الروايات الإيرانية والبيزنطية والآشورية والعربية ، ولعل رواية العشق الحزينة المعروفة للأميرة الجورجية آنا والعاشق الأرمني تشبه إلى حد كبير حكاية الحب بين شيرين وفرهاد.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0