· 

بين الغباء والذكاء في لبنان … وأمرك معلمي

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء5

 

‎الغباء هو ضعف في الفهم والتعلم أو الاحساس بالمسؤولية ، وربما يكون السبب وراثياً أو مكتسباً أو مُفتعلاً ، ويتم تعريف الغبي في اللغة العربية بأوصاف عديدة مثل الأحمق والمعتوه والأبله والمغفل ، والغبي هو الشخص الذي لا يملك العقل وليس لديه القدرة على التفكير والتواصل ، ربما لخلل معين في تكوين عقله ، وفي هذا السياق يقول العلماء : أن أغلب الأطفال يولدون أذكياء، وهذا يدفعنا إلى التساؤل من أين يأتي كل هؤلاء الأغبياء الذين نصادفهم في حياتنا؟ الواقع أن الدراسات العلمية أثبتت أن هناك تصرفات وسلوكيات يتسبب الإصرار عليها في حدوث انحدار في القدرات العقلية للإنسان، وقد يكون هذا الإنحدار طفيفاً ولا يكاد يلاحظ أو يكون متوسطاً أو يكون ظاهراً لكل من يتعامل مع الإنسان المصاب به، وفي بعض الحالات يكون هذا الإنحدار مؤقتاً وفي حالات أخرى يكون طويل الامد  

 

‎ ومن علامات الغباء أن الإنسان الغبي هو انسان معدوم الخيال ينظر فقط إلى سطح البحر ولا يتخيل ما في أعماقه من جمال وهو الذي لا يقبل أية فكرة جديدة لمجرد أنها تختلف عما يعرفه ، وهو الذي لا يقبل أن يستمع إلى الرأي الآخر لمجرد أنه مختلف عن رأيه. في حين أن من صفات الشخص الذكي هو التنظيم الذاتي من خلال الاستجابة للمشاعر السلبيّة بصورة عقلانيّة وتقبّل الصعوبات المختلفة برحابة صدر حيث يمكنه التعامل مع الخطأ وتقبّل الفشل والسعي للنجاح من خلال الصبر الذي يعد مفتاح الوصول للنجاح ، ومن خلال محاولة تفهّم مواقف الآخرين والتماس الأعذار لهم. وفي العادة يكون لدى الأشخاص الأذكياء شغف بالتعلم ويبحثون عن معلومات تتجاوز ما هو مطلوب منهم ، ويكون لديهم القدرة على حل مشاكلهم من خلال صياغة الحلول بشكل أسرع من غيرهم ، ويتفوقون في تحليل الموقف المطروح وتحديد مسار العمل الفعال بسرعة كبيرة 

 

أما بعد ، فقد انعم الله علينا في لبنان بثلاثة نمازج من البشر يتوزعون بين مبدع وذكي وغبي! والنموذج الاول هو نموذج اللبناني المبدع ، الذي لا يستفيد وطنه منه بشيئ سوى انه يتكلف عليه أهله ووطنه ما يقارب الاربعمائة الف دولار لتعليمه وتأهيله وعند تخرجه يدير ظهره للبلد ، وحفنة قليلة من هذا النموزج يعودون الى وطنهم، ولا اخفي حاجتنا الى هؤلاء الاشخاص في الخارج لمساندة اهلهم في الوطن خاصة بعد احتجاز اموال المودعين وانهيار النظام المالي وتدهور سعر صرف الليرة.  والنموذج الثاني هو نموذج اللبناني الصامت عمّا يحدث، إما عن لا مبالاة أو عن جبن ،أو عن مزيج من الاثنين ، ويحدث أن يكون الشعور الغالب هنا خيبة أمل …. ! أمّا النموذج الثالث فهو الاكثر انتشاراً  شعبيًّا ويمثّل المواطن الغبي الذي يصفق لحاكم على شاكلته ، يشتري صوته في الانتخابات بحفنة من الدولارات لقاء أن يغض النظر عن فساده وسرقاته لسنوات ، وعدم الاعتراض مع انه يفترض به ان  يناضل للتغيير الجذري في الامارات اللبنانيّة المتناحرة ولا نطلب من اغبياء واذكياء الاعتراض بالنزول الى الشوارع ، لكن يمكنهم النضال بالكلمة الحّرة!  ولا افهم لماذا بعض حكام لبنان يبّدون قمة في الحكمة والقوة والذكاء والتحدي ، فيما  ازلامهم دائماً هم قمة في الغباء والضعف يرزحون تحت الفقر والعوز ! ويحيا الزعيم ! 

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0