· 

شجرة الدر: آنيتا الارمنية... أم خليل

 ‎من كتاب : أرمينيا موت وحياة تتجدد
‎من كتاب : أرمينيا موت وحياة تتجدد


 هي امرأة من أصول أرمينية اسمها الأصلي آنيتا وقد بدلت وجه التاريخ وغيرته، فرغم كونها جارية فقد تميزت بجمال وفطنة وذكاء خارق وحاد، إضافة لكونها متعلمة وتجيد لغات عديدة ، مما مكّنها من دخول التاريخ من أوسع أبوابه . كانت آنيتا من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي قام بشرائها في أيام والده، أعتقها وتزوجها ، وأنجبت له  ابنه خليل .عاشت شجرة الدر مع نجم الدين أيوب في بلاد الشام مدة طويلة ، بعدها انتقلت معه إلى مصر حيث مات هناك حين وقت كانت القوات الصليبية تزحف متجهة إلى الجنوب على شاطئ النيل الشرقي لفرع دمياط؛ حيث أراد الصليبيون الإجهاز على القوات المصرية الرابضة في المنصورة . 


وكانت إذاعة خبر موت السلطان في هذا الوقت الحرج كفيلة بأن تؤثر في سير المعركة وتضعف للجيش معنوياته في حربه ضد الصليبيين ، مما دفع شجرة الدر لاخفاء خبر موت نجم الدين أيوب ، وقدمت المصالح العليا للبلاد على الامور العائلية ، وأمرت أن تُنقل جثته سرًا في سفينة إلى قلعة الروضة في القاهرة ، وطلبت من الأطباء الدخول يومياً إلى جناح السلطان كعادتهم، وكانت تُدخل الطعام والأدوية شخصياً إلى غرفته موهمة الجميع أنه حي ، واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم وعليها علامة السلطان لمدة ثمانين يوماً ،وقد تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة وإدارة شؤون الجيش في ساحة القتال بعد أن عهدت للأمير فخر الدين بقيادته ، 


في نفس الوقت قامت بإرسال برقية إلى توران شاه ابن الصالح أيوب تحثه فيها على مغادرة حصن كيفا والقدوم إلى مصر لتولي الحكم في السلطنة بعد وفاة أبيه ، وفي الفترة ما بين موت السلطان الصالح أيوب ومجيء ابنه توران شاه في شباط من العام 1250 نجحت شجرة الدر في مهارة فائقة الامساك بزمام الأمور، وقيادة البلاد رغم الظروف العصيبة، ونجح الجيش المصري في التصدي للعدوان وتكبد الاعداء خسائر فادحة في معركة المنصورة  . اما عن وفاة شجرة الدر يروي المؤرخون أنها لقيت حتفها ضرباً بالقبابيب والنّعال حتى الموت؛ وذلك بتدبير من زوجة السلطان عز الدين أيبك الثانية وعلى أيدي جواريها .

بحث نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0