· 

المعماري الارمني سنان باليان

ينتمي المهندس المعماري المعروف الباشا سنان (معمر سنان الأرمني) الى عائلة باليان الأرمنية التي عاشت ايام الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر ، والذي شكل مع  بعض افراد عائلته مهندسي البلاط العثماني انذاك حتى وصلت شهرة ونفوذ "الباليين" نسبة الى عائلته إلى ذروتها ايام ابناء العائلة : غريغور باي باليان ونيكولهوس باي وهاكوب باي وسارجيس باي بالينيان الذين تعاقبوا بعد سنان . واشتهرت عائلة المهندس سنان باليان ببناء القصور الرائعة للسلاطين العثمانيين ، ففي عهد عبد المجيد تم بناء قصر دولمة بهجة، وفي عهد عبد العزيز تم بناء قصري بيلربي وشيريجان ، كما بنى الباليون عددًا كبيرًا من مساجد السلطنة ،  ووردني ان احفاد عائلة هذا الارمني المبدع يعيشون حالياً في يريفان.


وفي هذا السياق نشرت صحيفة "راديكال" التركية تشنغيز تشاندار مقالة تحت عنوان "إن لم يكن الأرمن، فهل كانت ستكون اسطنبول؟"وتطرقت الى الموهوبين من الشعب الأرمني لمساهمتهم المميزة في جعل اسطنبول إحدى أجمل المدن في العالم، وتابعت الصحيفة  "أن الأتراك مدينون للمهندسين المعماريين الأرمن من أجل العمارة في اسطنبول حالياً"وكتب تشاندار"بلا شك أن اسطنبول إحدى أجمل المدن في العالم ، وإحدى خصائص المدينة هي الموقع الجغرافي الذي وهبه الله ، فهي المدينة الوحيدة التي يمر فيها البحر ، وتضفي المباني المعمارية الرائعة جمالاً أخاذاً عليها "وتطرقت الصحيفة التركية الى أبناء عائلة باليان الذين تركوا أثراً لا يمحى في عمارة اسطنبول ، وعددت المباني التي شيدها أبناء تلك العائلة ، مشيرة الى أعمال سنان الخالدة. وكتبت أن دور الأرمن كبير جداً في جعل اسطنبول رائعة، ويجب أن نحني رؤوسنا بإحترام أمامهم إبتداءً بسنان ووصولاً الى عائلة باليان.


‎وفي التاريخ يُحكى عن السلطان سليمان القانوني انه طلب أن يؤتى إليه بمهندس موثوق بعلمه وأمانته ،فجيء إليه بمهندس من أصل أرمني إسمه معمار سنان، فعهد إليه إليه هدم إحدى السرايات القديمة وإنشاء سرايا جديدة مكانها... وبعد الإنتهاء من تشييد هذه السرايا، استدعاه السلطان وقال له :"عندما كنت تهدم السرايا استخدمت عمّالاً ثم استبدلتهم بعمّال آخرين في البناء، لماذا فعلت ذلك؟"أجابه المهندس , "ناس للتدمير و ناس للتعمير، ومن يُصلح للتدمير لا يُصلح للتعمير " . أُعجب السلطان بحكمة المهندس و عيّنه مستشاراً، وقد شيّد لاحقاً أعظم مباني الدولة... والعبرة هنا واضحة في لبنان وأرمينيا ، علنّا نتعظ منها ،لا يجوز أن يتولّى الذين دمّروا البلاد إعادة إعمارها، لأن من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير  (الصور لبعض من أعمال المعماريين الأرمن في تركيا). 

بحث نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0