· 

بين العمل بصمت والعمل بضجيج … المهم الانجازات

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء5

 

 

احياناً يكون العمل بصمت مثمراً ومنتجاً واحياناً يكون العكس , والصمت لا يعني الخرس او عدم التكلم , والا فكيف تنتقل الخبرة والمعرفة لتاخذ مكانتها بعد الإضافات على الاعمال الناشئة وتطويرها لتخرج بابعاد جديدة لم تكن مستطرقة في نسختها الأم ، وفي هذا السياق يقول المهاتما غاندي عن فوائد العمل بصمت أنه "في صمت العمل تُعبّر القدرات الفعلية عن الدلالة الحقيقية للشخص"  كما أن العمل بصمت يُعلّم قيمة التواضع ، الصبر والتركيز ويعطي الانسان قوة حقيقية ،  فالكلمات تذهب وتأتي لكن الأعمال تدوم! والنجاح الحقيقي هو أن يكون لديك قلب نقي وعمل صامت كما يقول احد الفلاسفة ، ‏والعمل بصمت يجعل الانسان أقوى وأكثر سلاسة، فالقوة الحقيقية هي تلك التي لا تحتاج إلى إثبات

 

‏أما العمل بضجيج في ثقافة الاعمال فهو أمر غير مستحب ، إنما لكل عمل وضعه الخاص يتم احتسابه وتقدير مدى صداه، أما عن الضجيج حول بعض المشاريع الاستثمارية فهو ببساطة يعطي دافعاً كبيراً للعديد من رجال الاعمال للاقدام والمبادرة الى تنفيذ مشاريع جديدة تساهم في تنمية المجتمع ومستقبل الشعوب ، وهذا ما حدث معي في بلاد الارمن ، فمنذ سنوات طويلة ونحن ندق الجرس وندعو الصناعيين والتجار ورجال الاعمال للاستثمار في هذه البلاد نظراً لطيبة شعبها وتوفر الامن والامان ، ولعل نجاح مشاريعنا الزراعية هناك هي خير دليل على الاختيار الصائب للوجهة الذي اخترناها !

 

على ان العمل بوضوح وتجرد وعدم التباهي بالانجازات والعمل بأعلى قدر من المسؤولية لنشر المعرفة وتبادل الخبرات وزرع المحبة في قلوب من حولنا ، كل ذلك يساهم في تطوير الاعمال ورفعه لمستويات على لم يكن ليدركها لولا التعاضد والتضامن ، ولعل تجربة الصناعيين في البقاع هي رائدة وتؤسس لتضامن اكبر في المستقبل  ،ورغم استفزاز البعض لنا على مدى سنوات طويلة مضت سواءً من ارباب السلطة او ازلامهم بهدف الابتزاز طبعاً ، فأن اجمل ما تعلمناه لمواجهتهم هو التجاهل، تجاهل الأحداث ، تجاهل هؤلاء الأشخاص ، تجاهل أفعالهم وأقوالهم ، نعم التجاهل الذكي هو حاجة لكل شخص قرر خوض غمار الاستثمار في لبنان !

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0