بين الكرامات في الخصومات … والاعتذار

 ‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5
‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5


قرأت لاحدهم قوله أن الكرامة هي كذبة شيطانية لأجل إطالة العداوة في الخصومات بين المتنازعين حتى تكبر رؤوسهم ويزداد الزعل وتبعد المسافات ، لكنني أرى في بعض الكتمان كرامة مستحبة لصاحبها وللاخرين . والمتألم ليس بكذاب ! ولا أحد يبوح بما يؤلمه تماماً ،  فبعض الكذب كرامة ايضاً ! وقد يكون من المنطق قبول الاعتذار بدون تباطؤٍ اذا لم يصل الخلاف الى حد الإهانة وافضل الشيم الاعتذار كما كان يقول اهل القبائل العربية قديماً لكن ورغم أخطاء البعض تراهم يصروّن على رفض الاعتذار بحجة أن كرامتهم لا تسمح لهم . والاعتذار لا يعني دائما أن المُعتذر  هو مخطأ والطرف الآخر مصيب ، لكنه يعني أحياناً أن المُعتذر يُقدر العلاقة أكثر من تقديره لغروره.


 ومع أنني اوافق القائل بأن الكرامة بين الاخوة هي كذبة افتعلها الشيطان لتفريق وبث روح الحقد بينهم ، لكنني اعتقد أنه ليس بين الاخوة كرامة وليس بين الحبيبين كرامة ولا بين الصديقين كرامة ولا بين الزوجين كرامة ، فكرامتهما من كرامة بعضهما وليست مجتزئة بل واحدة  ! على أن الفجور في الخصومات إلى حد إهانة الكرامات لا يتجرأ عليه الا المتزلفون ماسحو الأجواخ، لذا إبحثوا عن أخلاق الرجال في الخصومات وعند تضارب المصالح والتنازع على الحقوق الموروثة وعند البيع والشراء ، ومن خبرتي ابحثوا عن الرجال في الازمات حين ينكشف المتصنعون  


لا تبحثوا عن الرجال في المناصب والمراكز  وهنا أرى أن التضحية ضرورية لتجاوز الخلافات البسيطة في العلاقات‬⁩ ، وثمة من يعتبر ان الكرامة تتحول في الحب الى كبرياء، ‏ لكن من المتعارف عليه أن الكبرياء والحب لا يلتقيان ،  لذا على الانسان أن يتجنب الإنتصار في كل الخلافات ، فأحياناً كسب الكرامة أولى من كسب المواقف ، ومن الممكن أن يكون الانتصار خسارة من زاوية مختلفة ، وفي الخلافات الزوجية فأن قليلاً من التنازلات والتغاضي يجعل القلوب يألف بعضها بعضاً ، ولا بد من بعض التنازلات التي لا تمس الكرامة ، لذلك أنصحكم ان يحبّ بعضكم بعضاً وأن تنسوا خلافاتكم لان الاعمار قصيرة وأقصر مما تتوقعون!

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0