· 

بين صديق العمر ورفيق المصلحة…"قصقص ورق"!

 ‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5
‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5


‎‏ تعلمت أن ﻻ أطلق مُسمى صديق على كل شخص التقيه حتى ﻻ أقول يوماً أن الناس يتغيرون ، لأن هناك فرقاً هائلاً بين أصدقاء يدعمون أصدقاءهم في وقت ضعفهم ويقبلون عيوبهم ، وبين رفقاء المصلحة الذين لا يسألون عن أحدٍ حتى في الظروف الصعبة ، ولا مقارنة بين صديق العمر ورفيق المصلحة : فالاول قلبه من ذهب ويجب أن نحافظ عليه والثاني قيمته رخيصة ولا يجب أن ننصدم إذا أدار ظهره لنا يوماً . وهناك من يبقى صديق العمر ورفيق الروح ، وفي لبنان عرفت العديد من الاشخاص توقفت علاقتهم مع بعضهم ، وتوقفوا  عن التواصل فيما بينهم بمجرد انتهاء علاقة المصلحة ،  وهناك من كان يجامل لوجود سببٍ ومتى انتهى توقف ومضت الحياة .


‎ولكن ما يفرح قلبي كثيرًا هو رؤية العديد من الصداقات لا تزال مستمرة ، وهذه نعمة من الله ، خاصة أنّ هذه العلاقات كانت وتبقى دون منافع شخصية. ولعل ارقى علاقة بين البشر ليست بالضرورة علاقة القرابة بل علاقة الصداقة ، حتى في العمل فأن العلاقة بين الزملاء تؤسس لصداقة طويلة ، وللزملاء في العمل حقوق على بعضهم بنقل المعرفة فيما بينهم ومساعدة بعضهم قدر المستطاع لكن يجب عدم اعطاء العلاقة أكثر مما تحتمل ! نعم قد يتحول الزميل الى صديق حياة ، وربما يصدمك الواقع حين يصبح هذا الصديق منافساً حقيقياً لمن درّبه وعلمّه ورشحّه لتولي منصب عام ، ومن المؤكد أنه كان يغّض النظر طويلاً عن مخالفاته المسلكية والادارية ، الى أن جاء الوقت وباع هذا الشخص رئيسه المباشر في العمل الذي اتخذه صديقاً وجعل منه موظفاً مؤهلاً لتولي المناصب ،  وللاسف صح القول انك يا انسان  عند كل ضيق تخسر صديق 


‎وفعلاً أعجبني قول رجل الاعمال السعودي بندر الناصر حين كتب :  "أننا في زمن لا توجد فيه صداقة وإنما مصالح متبادلة وبمجرد أن تنتهي المصلحة تنتهي العلاقة، مضيفاً أن هذا ليس تشاؤماً أو سوداوية أو سوء ظن بالناس ! إنما هو الواقع المر ، مشيراً إلى أن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فرضت علينا نوعية معينة من العلاقات لم تكن في زمن أجدادنا ، ورغم ذلك يبقى الامل  بالناس الطيبين الذين لا يؤذون أحداً لكنهم ربما يؤذون أنفسهم كثيراً دون أن يشعروا ، في الختام نردد مع الشاعر احمد شوقي "هجرت بعض أحبتي طوعًا لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي ,نعم اشتاق لكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي ، وأرغب في وصلهم دوماً لكن طريق الذل لا تهواه ساقي "

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0