· 

بين الموت بكرامة والعيش بالذل، وداعاً ارتساخ


"طوبى للشهداء ... لقد رحلوا بكرامة، أما نحن فأننا سوف نعيش ذليلين بلا شرف ". والكلام لصديقي الارمني دوّنه بالامس على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد النهاية الحزينة والاصح الضربة القاتلة التي تلقاها اهلنا في ارتساخ اليتيم بخسارة الحكم الذاتي , وبمباركة دولية على ما يبدو !  يقول شارل ديغول"ليس للدول أصدقاء ، بل مصالح فقط"  لقد استطاعت اذربيجان استثمار عائدات النفط الذي تنتجه لمصلحة بناء جيش قوي بلغ عديده نحو 60 الف عسكري وقامت بتحسين علاقاتها مع تركيا وروسيا ،  بينما وجدت كراباغ نفسها وحيدة ومعترف بها دوليّاً على انها ضمن السيادة الأذربيجانية ، حتّى روسيا أقرب حليف للأرمن، كانت لها حسابات أخرى، فوقفت متفرّجة وتركت الفين وخمسمائة عسكري ارمني في مواجهة ستين الفاً من اعدائهم ، والنتيجة محسومة سلفاً ، وكان لافتاً بالأمس كلام المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حين قال: "لا يوجد أدنى شكّ بأن ارتساخ شأن داخلي لأذربيجان " مؤكداً أن الأخيرة تتصرّف في أراضٍ عائدة لها" وهو ما تقرّ به الحكومة في يارفان ايضاً . 


وفي يريفان، أكّد رئيس الحكومة نيكول باشينيان أن بلاده ليس لديها جيش في أرتساخ منذ نهاية العام  2021 ، وهكذا فأنه بعد خسارة ارمن ارتساخ حكمهم الذاتي تقوم احتجاجات ويتجمّع اهالي واصدقاء ارمن ارتساخ في الشوارع  الارمينية ، وتتعامل معهم القوى الامنية بقساوة بعض الشيئ كما اظهرت بعض الصور، علماً ان هناك ضحايا لهم اقارب قي يارفان ،  وهناك من لا توجد أخبار عن اقاربه ،وهناك عائلات في حالة خطر ، وهناك اشخاص لم يتلقوا أخبارًا من عائلاتهم منذ يومين ، وجميعهم يتألمون منذ انتهاء العملية العسكرية التي شنّتها أذربيجان على الاقليم الارمني واعلنت بعدها باكو عن استعادة سيادتها على أرتساخ كما صرح رئيسها الذي اصر على وصف الارمن بالانفصاليين … علماً انهم اصحاب الارض ! وتقول القوات الارمنية إن اتفاق الهدنة مع أذربيجان شمل نزع سلاح الجيش المحلي بالكامل وانسحاب أي قوات أرمينية والدخول في محادثات بشأن دمج الاهالي ضمن الدستور الاذري ، وبين أرمن ارتساخ وخسارة الحكم الذاتي ….. لو يدري الارمن ماذا خسروا !


وبحسب مدير معهد التاريخ في جمهورية أرمينيا أشوت ملكونيان انه بدءًا من باكو، عاصمة أذربيجان كانت أراضي أتربتاكان وشاكي وشيرفشني وجميع الاراضي حولها، أي مقاطعات أوتيك وأرتساخ وبيتاكاران ذات المجد العظيم جميعها ارمنية. يتابع  "إن الحديث عن أي جنسيات غير ارمنية في تلك البلاد أمر مثير للسخرية ببساطة"ولم يظهر هؤلاء في المنطقة إلا بعد القرن التاسع، عندما انتقم العرب من الجنود الأتراك، وكان من بينهم على سبيل المثال القائد الشهير بوغان الذي تعرض لهزيمة ثقيلة في آرتساخ، في قلعة كتيش (عام 854)  وفي محادثة خطية مع صديقي الارمني عبر المسنجر كتب يقول لي "انك لو  راجعت تاريخ الشعوب لوجدت أن أذربيجان عمرها 93 سنة، تركيا 577 سنة ، أرمينيا 7000  سنة "، وختم يسألني "يا بارون أخبرني الان مَن يغزو أرض مَن؟"

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0