· 

بين الارادة والعقل … والتجاذب الروحي

 ‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5
‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5


يصف شوبنهاور الإرادة أنها" الرجل القوي الأعمى الذي يحمل على كتفيه الرجل الأعرج الذي يستطيع أن يرى" ولا علاقة لارادة الانسان وعقله بالمحاباة بين البشر، فالحب هو ثمرة توفيق إلهي وليس إجتهاداً شخصياً ،وهو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة بالفطرة ، وفي علم النفس فأن سبب عدم القدرة على إخراج شخص ‏من تفكير اي انسان هو أن الشخص ذاته يفكر به ، أنه ‏تجانس الأرواح !


 ‏والتشابه الأخلاقي يولّد تجاذباً روحياً ‏وقد ‏نذهل أحياناً عندما نجد انساناً يشبهنا ليس بالمظهر ولكن في الروح !!وهنا نتساءل: كيف يقع الحب؟ والحب الذي نتحدث عنه بين شخصين، إنما هو أشبه بطاقة كامنة موجودة من ذي قبل ويتم تأجيل المشاعر إلى حين وصول اللحظة الحقيقية التي تجمع الروحين بلقاء حاسم فيتم تلاقي الأرواح و‏تناغم الافكار . ومن هنا يمكن القول بأن علاقات الحب الناجحة المستمرة سببها تآلف الأرواح والعكس صحيح.


يقول مصطفى العقاد : "نحن لا نحب حين نختار، ولا نختار حين نحب، إننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نحب وحين نموت " . والغريب أن غالبية الأشخاص يعللون هذه الأحداث بأنها من قبيل الصدفة ولا يدركون أنه عندما يحدث تجاذب بين الأرواح, تصبح مهيأة لأن تتطابق في أحاسيسها ومواقفها, وردود أفعالها ، كما أنها  تستطيع أن تشعر ببعضها رغم بُعد المسافات ، وهذه الحالات وإن كانت نادرة الحدوث, إلا أننا لا يمكننا إنكار وجودها تماماً فهي مرتبطة باللاشعور لدى الإنسان, وهذا  التوافق بين إنسان وآخر لا يكون بسبب توافق عمري أو جنسي ولا بسبب المعاشرة، والرفقة المستمرة، ولكنها سر من أسرار التوافق الروحي .

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0