· 

بين قوة الحُب وحُب القوة والسلام للبنان

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5


ما بين قـوة الحُـب وحُـب القـوة نجـد أنفسـنا مجبـرين على المقاومة ورفض هذا المنطق ، فعندما يطغى منطق القوة على قوة المنطق ويطغى معه حُب القوة على قوة الحُب تنتهي سعادة الإنسان ، وما بين قوة الحُب وحُب القوة تقبع تضحيات غير مسبوقة ، والحُب يكون قوة هائلة اذا كان حُباً لله ، وقوة الحُب هي سلام داخلي لا يوصف ، بينما حُب القوة هو دمارٌ شامل !  وفيما عالمنا الارضي محكوم بقوتين جبارتين هما ظلام الرغبة الذي يأتي من حُب القوة ويسعى لتدمير الأرض بأكملها ونور الطموح الذي يأتي من قوة الحُب لاحلال السلام على الارض بأكملها.


وعلى مر التاريخ يستمر الصراع قائماً بين قوة الحُب وحُب القوة ، وحتى الان الغلبة الدائمة هي لحُب القوة للاسف ، وفيما يرى كثيرون الحُب قوة فأن ذلك هو خطأ كبير ، فالحُب ليس قوة وانما القوة هي في الحُب ، وبالطبع فأن الله هو مصدر القوة ، وهنا لا بد من طرح بعض الاسئلة وهي هل الحُب يلهمنا القوة؟ وما هي مواطن الضعف في داخلنا التي تحتاج منا الاعتراف بشجاعة باحتواء الحُب؟ وما هي الخيارات التي نرغب الولوج اليها وتتطلب منا إرادة راسخة وقوة ؟وما هي الأمور التي لم تعد تشبه حقيقتنا ونحتاج الى القوة لوقفها؟ نعم الحُب والوعي أينما يحلان يكونان قوة تعطينا القدرة على العطاء رغم الحقد الذي يجتاح القلوب .


نعم القوة الحقيقية التي تكمن في القلب هي قوة الحُب‬⁩ التي تكسب الانسان حباً للحياة وتسمو به ، وحُب القوة يدفع  الشخص للسيطرة والاستبداد ، وما هو مؤسف أن العالم يحترم القوة رغم تدميرها لكثير من القيم والمبادئ والثروات ، لذلك علينا أن نعلم اولادنا كيف يوزّعون أنواع الحُب على الحياة لتتوزع عليها القوة ويصبح حُب الله قوة ، حُب العلم قوة ، حُب العقيدة قوة ، حُب العمل قوة وحُب الاوطان قوة وأخيراً فأن حُب الآخرين هو قوة ايضاً ، واذا كانت القوة هي من الامور المهمة في الحياة الا ان العلاقات الانسانية ليست بحاجة الى قوة بقدر ما هي بحاجة الى اخلاص وحُب صادق  وتضحية وتفاهم ، وفي الاخير فأنه على الاساتذة الجامعيين أن يتعلموا ويعلموا طالباتهم وطلابهم أن كل حُب خالٍ من حُب التملك والسيطرة ومفعم بالصدق والود يعتبر قوة وهو محبب للقلوب ، ولا ينفر منه احد .

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0