· 

بين العمر والحياة… والخوف من الموت


العلاقة بين العمر والحياة علاقة طردية كلما زاد العمر زاد التعلق بالحياة وزاد معه الخوف من الموت ، فالعمر ومضَة والموت سَكرة والحياة لحظة وما بينهما غمضة عين! والموت قد لا يكون نهاية الحياة بل مرحلة في سلسلة مترابطة لا نهاية لها ، وقد يكون حياة بحد ذاته دون أن نعي ذلك ، والحياة قد تكون هي نفسها الموت في شكل آخر ، ولم يأت أحدٌ ليخبرنا عما يوجد بعد ذلك اللغز الرهيب الذي ينتهي ظاهرياً عند أبواب القبور ، وحده الرب يسوع هو  الحياة والموت ، بالقيامة ابتدأ عهداً جديداً، عهد المحبّة والمصالحة والغفران ،وبالقيامة فُتحت أبواب السماء وأشرقت الأنوار على البشرية. 


يقول المفكر والسياسي المرحوم كمال جنبلاط: “أموت أو لا أموت فلا أبالي ، فهذا العمر من نسج الخيال” لذا فأن وجودنا على هذه الارض هو حياتنا ومماتنا في آن واحد ، وفي بعض المعتقدات الدينية فأن الموت يعني إنتقال الروح البشرية إلى خالقها بمحبة وتسامح وصفاء وغفران عما اقترفته من ذنوب ، وعند اديان اخرى فإن الموت هو ساعة الحساب أكان في الجنة ام جهنّم ، ويبقى أن بعض المجتمعات والمذاهب الدينية تؤمن بإنتقال الروح بعد الموت إلى أجساد أخرى إما تناسخاً أو تقمصاً لكي تمر بكافة مراحل الحياة وأدوارها وتتطهر من كل الشوائب للإرتقاء إلى مرحلة الكمال حيث الله أو النفس الكلية أو العقل الكلي، وما الإنسان سوى جزءاً من تلك النفس بحسب أفلاطون وأرسطو وغيرهما ، لذلك علينا تقبل الموت بفرح وسلام داخلي وإيمان بأنه المكمّل لمراحل حياتنا، كما علينا أن نعيش الحياة بإيجابية وتفاؤل وأمل لا ينضب فالحياة لا بد أن تُستكمل بالموت لكي نعي مغزاها !


‎وربما يكون الموت في أحيان كثيرة أفضل من الحياة  فلا تخافوا منه , فالمهم أن نعيش حياتنا بسلام ، ومرحباً بالموت إذا طرق الباب فعندها سيحل ضيفاً عزيزاً من ربٍ رحيم ، وقد نكون لا نزال نسعى لتحقيق الكثير من الامنيات لكن عدم تحققها قد يكون لمشيئة ربانية وحده الله يعرفها  ، وفي حين أن البعض تمنى الرزق والمال، الا أن بعضهم افتقد الصحة بعد ان حصل على المال ، وهنا أجد أن بعض النِعَم هي نقمة ، وأن الغَنيِ في هذه الحياة الفانية هو من اِستغنَى ، وان الرزق موزع من الخالق كما العمر والحياة والموت ، حتى إشكالية الموت والحياة باتت تستفز تفكير كثيرين وربما بلغت حد الهلوسة عند البعض حتى أيقنوا الحقيقة وهي أن الموت هو حتمي بل  مسألة وقت فقط.

نقولا أبو فيصل ✍️