· 

بين القديسين والبشر … والزنا الروحي

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب“جزء 5


‎في لبنان اليوم العديد من رجال السياسة الذين يرتدون عباءات رجال الدين ، وأكثرهم متلونون ويظنون انفسهم رسلًا وانبياء وأساقفة ورعاة لكنهم لا يعرفون المسيح ، في تاريخ الكنيسة مات الوفٌ من الاباء القديسين دون أن يبنوا كنيسة كبيرة أو يجمعون أموالاً طائلة أو يحصلون على سيارات وبيوت ، لكنهم ربحوا الحياة مع يسوع ، ولا ادري اذا كان أحدٌ من هؤلاء مستعداً أن يموت من أجل الإنجيل كما فعل من قبله العديد من رسل المسيح ، واسأل نفسي في بعض الاوقات هل هؤلاء الناس حقًا هم خدام الله أم أنهم خدام لأنفسهم؟ ناهيك عن البعض الحاقد الذي يريدنا ان نكون خداماً له وليس للمسيح الاله.


‎ولانعاش الذاكرة فقط أعوّد الى الكتاب المقدس واسأل هل يذكر هؤلاء أن النبي إشعياء قد انقسم إلى نصفين من أجل الانجيل الذى نستمتع به اليوم ؟ وهل يذكر  هؤلاء أن يعقوب استشهد بقطع الرأس بالسيف على يد الملك هيرودس لرفضه نكران إيمانه بالمسيح؟ وهل يذكر هؤلاء القديس بطرس الذي صلب بشكل معكوس لرفضه نكران المسيح لتتحقق النبوءة (يوحنا18:21 )وهل يتذكر هؤلاء القديس متى الذي استشهد في اثيوبيا تقطيعاً بالسيف لرفضه نكران المسيح ، وصولاً الى القديس يوحنا الذي تم القاؤه بالزيت المغلي لينجو بمعجزة ثم حكم عليه بالسجن بجزيرة بطموس حيث كتب هناك سفر الرؤيا ، والقديس برثلماوس الذي استشهد في أرمينيا متأثراً بجراحه لرفضه نكران المسيح ايضاً .


‎كما أن القديس اندراوس استشهد صلباً في اليونان بعد ان جلده سبعة جنود وصلب بعدها لاطالة فترة التعذيب ، وظل يعظ وهو على الصليب حتى مات عليه وهو يرفض نكران المسيح ، ونصل الى القديس توما الذي استشهد طعناً بخنجرٍ في الهند وهو يبشر بالمسيح ، ونختم مع الرسول بولس الذي تم تعذيبه كثيرًا وطلبوا منه نكران المسيح لقاء الاحتفاظ بحياته، لكنه اختار الموت على اسم المسيح وتم قطع رأسه على يد الامبراطور نيرو ، وهكذا يستغل بعض رجال الدين علاقاتهم وخدمتهم في المناصب التي يشغلونها لكسب المال والشهرة والنفوذ ، وهذا يعد زنىّ روحياً ودفاعاً غير مقدّس ، ويتناسون أنّ دعوتهم هي أن يربحوا الله ويخلصوا انفسهم .

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0