· 

بين الخوف من العمل والندم … والمغامرة

سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء 5
سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء 5


 بين ما يقوم به الانسان من اعمال والندم عليها لحظات حاسمة ، إن صمد بعدها شعر بمدى قوته وقدرته ، وإن استسلم ندم أشد الندم ، نعم هي مجرد لحظات ولكنها تحتاج إلى صبر والصبر ليس يسيراً ! ومن وجهة نظر الكاتب الايطالي مكيافيلي : "فإن العمل والندم خيرٌ من عدم الفعل والندم ، لذلك على الانسان أن يكون حكيماً ولا يجب ان يعيش بين الخوف من الفعل والندم عن عدم فعله فالفعل لحظة... والندم عمر ، والندم على الفعل يُعتبر درساً ،  والندم على عدم الفعل يُعتبر حسرة !لذلك نرى تَردّد البعض عن القيام ببعض الافعال خوفاً من ردة الفعل والندم ! ولا يجوز أن يجبر الانسان نفسه على فعل شيء لم يكن يرغب فيه يوماً ، لانه سوف يندم بأنه جازف بتغيير شيء لم يطمح اليه ، والندم لن يفيده اطلاقاً ، لذا نرى البعض يلتزمون الصمت خوفاً من ردة الفعل والندم على ما يقولونه احياناً وهذا قاتل حقاً! 

على أن التخلص من الشعور بالخوف من ردة الفعل والندم يجعل الانسان يعيش براحة وسلام ، لذا فاذا كان في باله فكرة فإن عليه حالاً ان يظّهرها مهما كانت نتيجتها ، حتى لو لم تنجح فأنه يندم عليها فترة ثم يتخطاها وربما كانت هذه هي فرصته التي يجب أن يغتنمها لأن الحيرة هي سجن أبدي، وهذا رأيي الخاص طبعاً ! على أن العمل الذي يمارسه الانسان يومياً يجب أن يتقنه ويجيده ويكون له عادة، حتى انه إذا مارس الحزن والندم والغضب صار له عادة وطبيعة، وإذا مارس التفاؤل والقناعة وتعوّد عليهما صارا له عادة وطبيعة، لذا عليه أن يثق بربه، وأن يتكّل عليه، فكلما زادت الصدقة زاد الرزق، وكلما زاد الخشوع في الصلاة زادت السعادة، وكلما زاد رضا الاهل زاد التوفيق. كما أنه أكثر ما يُؤلم الإنسان في حياته هو فعلُ أشياء يندم عليها لاحقاً ويبقى الفعل والندم راسخَاً في مخيلته لا يستطيع تجاوزه ، وشخصياً لم أكن اشعر في حياتي بالندم على اي عمل قمت به وكنت ولا ازال اردد دوماً "العمل اللي ما بيربح بيعلم "


ومن الدروس المستفادة في الحياة هو  ألّا نبالغ في تقدير الأمور والأشخاص وأن لا نقلق بسبب المشكلات التافهة وأن نقتنع ونهدأ في بعض المحطات والمراحل العمرية ، وأن لا نلهث وراء الأفضل دائماً ، لأنه قد يخرجنا من انسانيتنا ونصبح اشخاصاً غريبي الاطوار ، وهذا يورثنا تعباً نفسيّاً وإحباطاً وجهداً لا داعي له ، فحياتنا رحلة لا بد من التريث فيها قليلاً ⁧‫!ومن نعم الله علينا أنه خلقنا مختلفين فكل واحدٍ له حياته الخاصة ومشاكله التي تَعنيه ورغبته في اشياء معينة تَخصه فلا يستطيع أحد التدخل فيما يخصّ الغير،ولكن قد نتفق في القيم والمبادىء ، ونقترح أشياء مهمة للمساعدة ولا نبخل في تقديم المعونة والنصيحة للاخرين وهذه روابط الأخوة بين البشر!

نقولا أبو فيصل ✍️