· 

بين المرأة القوية … والرجل الضعيف

 ‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء 5
‎من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء 5


المرأة القوية لا يقنعها الرجل الضعيف ولا تحب ان تكون هي الرجل ، بل تحب ان ترى زوجها اقوى منها ، والرجل العصبي يتمادى في عصبيته حتى تصبح زوجته ضعيفه لا تقدر على شيء ، فيمل من كونه هو الوحيد في البيت القادر على ادارته ، والمرأة تحتاج إلى الامَان قَبل الحب , وإلى الفعل قبل القَول وإلى الدلال قبل القَسوة ، والمرأة تقوى بالرجل وتستمد قوتها منه ، والرجل القوي يبحث عن المرأة القوية ليقوى بها كما كتبت مراراً ، أما الرجل الضعيف فيبحث عن المرأة الضعيفة ليستقوي عليها ، وشتان بين ذاك وذاك!وفي حين ان الرجل القوي يحب المرأة القوية فأن الرجل الضعيف يخشاها ، مع الاشارة الى أن المرأة المثقفة لا تستطيع أن تحب بسهولة وتظل تبحث عن نظيرها الروحي الذي يشبه تفاصيل حياتها الصغيرة .


ويبدو جلياً إن معظم "الذكور" في ايامنا هذه ولا اعني "الرجال"طبعاً لا يملكون من القرار شيئاً يذكر ، ولا يحسمون في أمر ما بشكل عقلاني يُسهم في خدمة الانسان ولا يذوقون حلاوة القوة الا بصب جام تسلطهم وسلطانهم على المرأة ، ويجمعون تركيزهم في تقرير الأحكام لها وتوفير اكبر قدر ممكن من الانتقاد الموجه نحوها !! وهذا بالطبع هو دليل على الشعور بالضعف في تقرير المصير وقصر النظر في التعامل مع المستجدات النفسية والمصيرية الممزوجة بالغباء والسذاجة في التعامل مع رقة المرأة ، كما أنه دليل مُحزن لواقع توارث القسوة لدى بعض العائلات اللبنانية أباً عن جد ، على ان بعض هؤلاء "الذكور"لا يجدون سوى المرأة هذا المخلوق الرقيق والمكمل لوجودهم سبباً يستفزهم دائما في حالة ان شاهدوا منها مواقف قوية تقهر وتستفز ضعفهم تجاه قضاياهم المكدسة وليست المقدسة !!


ويخلص علماء النفس إلى الاعتقاد بأن المرأة القوية تُذكر بعض"ذكور"هذا الزمن بخيبتهم رغم ان بعض هؤلاء هم من حملة الشهادات الجامعية وبينهم اساتذةٌ جامعيون  ورجال اعمال في المهجر ، لذلك نجدهم لا يحسنون التعامل معها ،ولكن هذه ليست قاعدة لبعض البشر المتخلفين الذين يشكلون نسبة ضئيلة في المجتمع اللبناني والذين يعيشون في الارياف والمدن على حد سواء ، والامل في تقدير المرأة واحترامها يعول به على الكثير من "الرجال"من أصحاب المواقف العظيمة والحكيمة ،وهم في ازدياد وهذا يثير أكثر من سؤال ويجيب على أكثر من سؤال آخر ، ولكنه على اية حال فأنه يفتح باب النقاش واسعاً حول هذه القضية ، ولا يمكننا اغفال المعتقدات الدينية والاختلاف في الثقافات في المجتمع اللبناني.

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0