· 

بين بعض الاباء الكهنة … والضعف البشري

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب" جزء 5
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب" جزء 5

                  

في الحياة المسيحية نجد أن الكهنوت هو هبة المسيح للبشرية ، والكاهن هو "مسيح آخر"، بل هو فم الله وهو يده التي توصل النعم للبشرية ،وهو الطريق الذي يوصل الله بالبشر والبشر بالله ، والكاهن رأس ماله المحبة ، يداه هما المذود الذي يولد فيه المسيح ، وعندما يبارك يبارك الله وعندما يغفر يغفر الله وعندما يصلي يتجسد الله ، وهو لا يعيش عيشة الأحياء ولا يستريح راحة الأموات !عليه دوماً أن يبحث عن الضال وأن يجمع خراف الله المتفرقة ، وأن يقبل التائب إذا عاد ,وأن يقدم نفسه قدوة للشعب في كل عمل صالح , وهو ليس مُطالباً أن يُرضي الجميع بل أن يهتم بالكل وليس بجماعة مختارة له ، والكاهن هو أب لأنه يلد الناس في المعمودية ولادة روحية، وفي كل ذبيحة يصير واحداً مع المسيح ويصير هو نفسه ذبيحة ، ويصير تلك القربانة التي يقدمها ، وهو مستأمن على جسد المسيح ليخدمه.


وفي اساس الكهنوت يعيش الكاهن حياة الكفاف والنسك كما يليق بخدام الله، وهو يعلم أن نجاحه هو نجاح لإخوته وأن نجاح إخوته الكهنة هو نجاح له ، وعليه أن يصلي بحكمة لا بلذة وأن يصلي أكثر مما يعمل ، على أنه وإن كان الكاهن قديساً في حياته وأهمل في الرعاية فإنه يهلك ، وإن اهتم بالرعاية وأهمل القداسة الداخلية يهلك ايضاً ، وعلى الكاهن أن يرفع تنهدات شعبه لله حاملاً عار الناس متشبهاً بالمسيح ، والكاهن يمثل الشعب امام الله ويمثل الله أمام الشعب ، وهو سفير يعتمد عليه الله في المهام الصعبة ، وهو نجمة تعكس بهاء الله وتبدد الظلمات وتزرع الرجاء في القلوب الحزينة ، لذا عليه أن لا يهمل الشعب وأن لا يتعالى عليهم وأن لا يقصر في خدمة أحد منهم ، وهو في قبوله الجميع لا يجذبهم إلى نفسه بل إلى المسيح، وهو حتى لو خدم خدمة اجتماعية لكن عمله يبقى روحياً.


وفي الرعايا والابرشيات المنتشرة في لبنان ايضاً يتوجب على الكاهن أن لا يفرح بمن يأتي إليه من المعترفين من رعية كاهن آخر لأن مصدر فرحه هو المسيح وإذا فرح بذلك سوف يأتي الوقت الذي يحزن بسبب ذهاب البعض من رعيته لأب آخر ، وعليه أن لا يتشبه بشخصية كهنة مشهورين لكي يُعجب الناس  ، حتى أنه إذا حاربه الشيطان بالغيرة من كاهن آخر عليه أن يردد مع يوحنا المعمدان "يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أنْقُصُ" (يوحنا ٣: ٣٠).لكن ايها الاصدقاء أين نحن من تصرفات بعض الكهنة ؟من يحاسب من ؟وانا هنا أسأل فقط ؟ لكن يجب اعادة النظر في بعض تصرفات رجال الكنيسة والمحاسبة وخاصة العاملين منهم في المحاكم الروحية حيث يُستغل الضعفاء ويَتنعم بعض الكهنة بخيرات بعض النافذين من اصحاب الدعاوى على حساب ضمائرهم وهذا ما يحصل منذ سنوات في العديد من محاكم البداية الروحية ، ويبدو أن الامور بدأت تتفاقم مع غياب المحاسبة ، واذا اقتضى الامر سوف اقوم بتسميتهم بالاسماء في مقالات لاحقة ، قدس الله الاباء الإجلاء الذين يعرفون المسيح وسامح البعض الاخر الذين لم يعرفوه بعد! راجياً من الاخوة الصالحين أن يغفروا لي! 

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0